آخر الكلام

القليلُ من الأمل.. الكثير من الحب إلى سيِّد الصبر والانتصار

بقلم غسان عبد الله

أغمرُ قلبي في ماءِ يديكْ.. اسمَكَ.. أكتبُ في لوح الليل بأحداقي..

أمحو باللهفة كلَّ الأسماءِ وأسمو نحوكَ‏..

شفّافَ الحسِّ، رهيفَ النبضِ، لطيفَ اللونْ‏..

أتأمّل في بوح لكناتِك‏ أتملّى إيماءاتِكْ‏..

فأَحسُّ دموعي داليةً تحمل كلَّ الوجدِ إليكَ‏ وتُروى من ذاتِكْ‏..

وأحسُّ سكوني تسبيحاً‏ يجري في ماء الكونِ‏ وفيه يسبحُ وجداني يبحث عن عينيكْ..

أدرك في الليل الناسمِ أن شواطئَ قلبي‏ لا يطرقها إلا مجدافُ هواكَ وموجُ هوائكَ‏..

أنّ أشرعة المساءِ في روحي لا يُشْرِعها إلا ربّانُ نسيمكَ..‏

أنَّ مرافئَ طيني لا يُنْعِشُها إلا شمعُ رياحِكَ‏

مولى القلبِ والروحِ.. مولى العمرِ المقبلِ بعد انتظار..

مولى النور الذي سوف يهلُّ..

أيّة سماء ستقبض على فرحي؟‍! أيّ أرضٍ ستملأ كياني بالتفتّح؟!..

وأنتَ تقودُ روحي إلى أنهار الغِبْطةِ.. وتُطْلِقُ خيولي الحبيسة إلى برية الغمام؟!!‏

ها أنا هائمٌ ودمي يَتنزّهُ تحت سيوفِ الظلامْ..

هائمٌ وأبحث عن برّيتي وأحلامي المُشتهاة.. بحارُ الحنين تمخر روحي..

وأنا بلا مراكب أريد أن أقطعَ هذا المحيط الرهيبَ من العدم والموت!!‏

وها هي الأيادي القاسية تندسّ في حياتنا.. تهنْدسُ عيشَنا، تطمسُ عيوننا..

وتحاصرُ أرواحَنا الشفيفةَ..

وها أنا أُحصي انكساراتِنا التي لا تنتهي، وأُسْندُ صهيلَ الخيولِ المنكسرَ في أعماقِنا!..

وها هي الأرضُ.. رمانةُ الغروبِ الجريحةُ..

تدورُ بنا لتأخذَنَا إلى حمّى دورانِها الرتيبِ بلا توّقف!!

أيّةُ أحلامٍ ستحمل صوتي إلى براريكَ المضيئة؟!‏

أيّ فضاءٍ سيحمل روحي إلى أحاديثِكَ التي تعبرُ التخومَ، كشلالات النور؟!‏

ها أنا أمتطي حصانَ الريحِ بحثاً عن فرس الضوءِ

وفضّةِ القمر التي تسيلُ إلى هاويتها الجميلة!!‏..

ها أنا أمتطي حصانَ البرقِ، لأحملَ زهرَ الغمامِ إلى براريكَ الفسيحةِ!!..

وأحملَ باقة النجومِ إلى ضيائكَ العظيم!!

القليلُ من الأمل، والكثيرُ الكثيرُ من الحّبّ.. هذا ما تبقّى لي.. هذا ما يجمعُ شَتاتي،

ويُضْعِفُني على أوَّلِ الدربِ الطويلِ الذي يودي إلى سمائكَ البحريّةِ..

سمائكَ الطافحةِ بقناديلِ الدهشةِ وهسيسِ النجومِ ومراكبِ الشفقِ والهديلْ!!‏..

وها أنتَ تظلُّ حلماً فاتناً يطلُّ كلّ يوم كهمسِ دعاءٍ أو كبوحِ الصلاةْ..

تظلُّ آيةً عذبةً تردّدها الآفاقُ جدولَ انبعاثٍ ورونقَ الحياةْ..

وها أنا أقطف من شجرِ الغناءِ قصيدةً.. وأجرحُ في الأفق القصيّ سحابةً..

لعلّ ضوءَكَ المكينَ يُعيدُ رونقَ العمرِ.. انعتاق الروحِ.. وإشراقةَ الحُبّ الأزليِّ!..

لعلَّ صوتكَ يُطلِق آهات البحارِ وأنات الموجِ… وصدى التمتماتْ.