محليات

الحراك الفرنسي باتجاه بيروت لحجز مقعد في أي تسوية مقبلة لو دريان يقترح حواراً برئاسة بري وجعجع يرفض

بقلم: محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة أكدت أن مواقف الأطراف السياسية ما زالت على حالها وكل فريق متمسك بثوابته، حيث استبقوا وصوله وحتى قبل البدء بلقاءاته بالتبشير وخصوصاً القوات اللبنانية من أن الفراغ الرئاسي سيبقى قائماً حتى إشعارٍ آخر.

وسط هذا المناخ وحيث باتت المعادلة ثابتة فإن هدف زيارة الموفد الفرنسي تنحصر فقط باستطلاع الوضع الداخلي إذا ما حصل فيه أي متغيرات، وهو سينقل الصورة التي سيكونها إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهذا ما يؤكد أن لو دريان لم يحمل أي جديد على إيجاد تسوية للملفات اللبنانية المعقدة.

وأضافت الأوساط أن الموفد الفرنسي الذي لم يحمل معه أي جديد بشأن الملف الرئاسي، إلا أن هذه الزيارة تؤشر إلى أن باريس تسعى من خلال اهتمامها ومتابعتها للملف اللبناني إلى حجز مكان لها في أي تسويات مقبلة سواء الدولية منها أو الإقليمية حيث أن العاصمة الفرنسية تخشى أن دورها الذي تراجع على المستوى الدولي وخصوصاً في القارة الأفريقية من ترتيبات ترافق التطورات التي تحدث في المنطقة، حيث من المؤكد أن يبحث الوضع اللبناني بكل تشعباته. ولم تستبعد الأوساط أن يكون لو دريان حاول الحصول على معلومات من الذين التقاهم حول مثل هذه التوقعات والاحتمالات بطريقة غير مباشرة، خصوصاً في ظل تقارير تتحدث عن اتصالات غير مباشرة أمريكية – إيرانية تمت في الأسابيع الماضية في العاصمة العمانية.

واعتبرت الأوساط أن طموح باريس لرعاية الحوار بين الأحزاب والقوى السياسية أمر غير عملي وليس منطقياً أن يجري الحوار في الخارج في ظلِّ وجود مجلس النواب اللبناني، وهذا ما ألمح إليه الرئيس نبيه بري في كل مواقفه، وهذا ما سمعه الموفد الفرنسي خلال لقائه، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن الموفد الفرنسي سيكتفي في إعداد مقاربة تفصيلية وواقعية تتعلق بالأسباب التي ما زالت تعطّل انتخاب رئيسٍ للجمهورية، وهي لا تحتاج إلى كثير من الجهد لمعرفتها، فالثنائي الوطني وحلفاؤهم متمسكون بموقفهم الثابت وهو الحوار السبيل الوحيد لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي، في حين أن القوات اللبنانية وحلفاءها ما زالوا يرفضون هذا الخيار على الرغم من المحاولات التي بذلها سفراء اللجنة الخماسية مع مسؤولي هذه الأحزاب للتراجع عن موقفهم والقبول بالجلوس على طاولة الحوار، هذا من جهة ومن جهة ثانية معظم القوى السياسية اللبنانية تنتظر وقف العدوان الصهيوني على غزة لأن وقف العدوان يعني حسب هذه الأوساط انتصاراً لمحور المقاومة على إسرائيل وسيكون لهذا المُعطى تداعيات ستجتاح المنطقة بأكملها بما فيها لبنان، خصوصاً بعد فشل كل الضغوط والتهديدات من واشنطن وباريس وغيرهم على المقاومة من أجل فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة.