عبرة الكلمات 443
هذه النار
مَنْ فتّحَ في روحي أزهارَ النّارْ؟… مَنْ فتَّحَ أزهارَ القمرِ الفضيِّ.. يُسرِّحُ أعْشابَ الضَّوءِ ويوغلُ في القلبِ نهارْ؟!.. ها أنتظرُ الماءَ الغافيْ.. لأُبادلهُ دمعي ودمي.. وأردَّ عن الجسدِ الولهانِ نحيبَ الدارْ… أنا عشبٌ ينْبتُ في الوجدانِ.. ونخلٌ يتقصَّفُ في الرَّمْلِ وقلبي رمَّانةُ ضوءٍ لكنَّ الرؤيةَ والرؤيا وجعٌ وحصارْ… أركضُ بين خيام الأهلِ.. دمي فيضٌ يجري والأهلُ نيامٌ والأفقُ القادمُ رملٌ وغبارْ… مَنْ طيَّرَ منْ روحي، أسرابَ النورِ وَمَنْ شرَّعَ بين القلبِ.. وبينَ القلبِ.. جدارْ؟!.
مملكة الحروف
الحياة ُ مدّونة من حروف متناثرة يكرهُ بعضُها بعضاً.. ويحسدُ بعضُها بعضاً ويتآمرُ، في حقد أسودٍ، بعضُها على بعض.. يا لتعاستي.. كيف أحكم مملكة الحروف هذه؟.. أنا رجلُ المعنى والسلام.. رجلُ الطفولة والطير.. رجلُ الصلاةِ والصوم.. رجلُ الدعاء.
العازف
وسط غيمة صفراء وخضراء وبرتقالية أجلسُ وأنظرُ من زمن إلى زمن.. ومن عمر إلى آخر.. توقفت الغيمة.. كان هناك صوت ناي جميل.. صوت ناي عذب.. كنافورة ماء وسط الصيف.. توقفت الغيمة.. فنظرت من علٍ كي أرى .. كنت أتصوّره أبي.. (لم يكن).. كنت أتصوّره ابني (لم يكن).. ربما أكون أنا.. (لم أكن).. لم يكن أحداً أبداً.. كان صوتاً جميلاً مذهلاً يملأ كل شيءٍ بهجةً وذهباً.
الشهيد
لا تُربَ لكَ الآنَ وأنتَ تَفْتحُ زماناً غريباً ككتابٍ منسي.. وتكتبُ فيه أسطر الخلودِ دمعاً وحباً وصلاةْ.. شهيداً حتماً ستمضي.. لكن.. ماذا عن المحبينْ؟؟.. عن رفاق الدربِ الأباةْ؟؟.. لو تندفعَ بنبضِ قلبكَ لا قلبِ العاشقين، هذي الملايين.. لو.. لو… لو تنزَعَ هذه الكآبة عن روحنا في زمنِ الصمتِ المَقيتْ.. أو تمضي إلى عشقك.. ليصرخَ ملاكُ الأنسِ شهيدُكم ما ماتْ.