محليات

باريس تتهم جعجع بإفشال مهمة موفدها والتقدمي الاشتراكي يبادر للتقريب بين القوى السياسية

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة أكدت أن المبادرة التي يقوم بها اللقاء الديمقراطي نتاج اتصالات قام بها الوزير السابق وليد جنبلاط خلال زيارته لباريس وقطر قبل أسابيع، وعلى الرغم من عدم تطرّق الوزير جنبلاط خلال اجتماعه مع الرئيس الفرنسي أو مع أمير قطر للملف الرئاسي أو إلى خيار ثالث ولا لأسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية كما أكدت تقارير إعلامية، إلا أن جوهر المبادرة الجنبلاطية تنطلق من ثابتة ترتكز على ضرورة إنضاج الظروف السياسية بين القوى من أجل الوصول إلى تسوية جامعة لإخراج انتخاب الرئيس من النفق المسدود.

واعتبرت الأوساط أن حراك جنبلاط سيتواصل مع كافة القوى السياسية دون استثناء، إلا أن الأوساط ذاتها أكدت أن هذا الحراك وعلى الرغم من أهميته إلا أنه سيفشل في إقناع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في التراجع عن موقفه الرافض للحوار وحتى منطق المشاورات الثنائية رفضها في آخر مواقفه.

وأشارت الأوساط إلى أن تصلب القوات اللبنانية قد يكون بإيحاءات خارجية سواء من واشنطن أو من الرياض التي تخاف من أي اتفاق بين واشنطن وطهران والدوحة وتخرج فيه السعودية “من المولد بلا حمص”.

وأضافت الأوساط أن المطلوب هو التواصل مع القيادة السعودية من أجل إقناع حلفائها في الداخل اللبناني من أجل التراجع عن مواقفهم التي تمنع وتحول دون ملء الفراغ الرئاسي باعتبارها الطرف الوحيد القادر على إقناع جعجع ودون ذلك – تقول الأوساط – فإن كل الاتصالات التي يجريها اللقاء الديمقراطي وقبله الموفد الفرنسي لن تحقق المطلوب وتصنف في باب التحركات في الوقت الضائع.

وربطت الأوساط بين الأزمات اللبنانية المتنوعة وخصوصاً الشغور الرئاسي والتهديدات الصهيونية بشن حرب واسعة على لبنان، وهي تهديدات ينقلها الموفدون الدوليون وكان آخرها ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية التي دخلت في تحديد المواعيد والتي كذبتها لندن.

وأكدت الأوساط أن كل عمليات التهويل والتهديد هي مجرد بروباغندا وفقاعات صابون تبددها المواجهات الحاصلة سواء في قطاع غزة أو في جنوب لبنان، لافتة إلى أن الكيان الصهيوني لن يوافق على خطة بايدن، ومن أن الوضع القائم سيستمر على هذا المنوال، ومن أن موجة التهديدات والتحذيرات التي تتكرر كل يوم والتي تصدر على لسان المسؤولين الصهاينة أو التي يحملها الموفدون، هي مماثلة لما سبقها من موجات تحذير منذ بداية طوفان الأقصى. وتجزم الأوساط أن الكيان الصهيوني لن يتجرأ على خرق قواعد الاشتباك المتحركة نحو اشتباك واسع، لأنه يعرف أكثر من غيره من أنه سيتكبد خسائر كبيرة قد تؤدي به نحو الانحلال.