محليات

الكيان الصهيوني وواشنطن يخشون الحرب الشاملة وزيارة هوكشتاين لبيروت لم تحمل أي تهديد

بقلم: محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة لجولات وزيارات الموفدين وخصوصاً الزيارة الأخيرة للموفد الأمريكي هوكشتاين الذي التقى المسؤولين اللبنانيين، حيث تبين أنه لم يحمل في جعبته أي مبادرة حقيقية، وكل ما طلبه من هؤلاء المسؤولين هو مطلب واحد قديم جديد، كان لبنان قد رفضه سابقاً وهو ابتعاد فرقة الرضوان عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة 10 كلم ولا شيء غير ذلك، إذ تقول الأوساط أن لا شيء أيضاً جديداً في زيارته الأخيرة.

واعتبرت أن ما يتم تداوله عن أن هوكشتاين قد حمل تهديداً من قادة العدو الصهيوني للبنان فهو موهوم لأنه جاء يقول للذين يواجهون هذا العدو في الجنوب “من فضلكم اهدؤوا فهذا المخبول نتنياهو لن يجرؤ على التصعيد وهو يرتجف من إمكانية تدحرج المواجهات الدائرة منذ أشهر نحو حرب مفتوحة”.

وأكدت الأوساط أن واشنطن وحلفاءها يدركون جيداً أن أي اعتداء صهيوني واسع على لبنان كما يهدد نتنياهو وقادته العسكريون سيعطي المقاومة فرصة لقلب الطاولة على كل اللاعبين في الإقليم الذي سيهتز وتختلط أوراقه ويُعاد تشكيله من جديد، وهذا ما ألمح إليه سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير بصوت هادئ وبكثير من الحزم، حيث أكد أن على الكيان الصهيوني أن يخاف لأن المقاومة ستواجه وتقاتل بلا ضوابط ولا قواعد ولا أسقف إذا فُرضت على لبنان الحرب الشاملة، لافتاً إلى أن العدو الصهيوني عليه أن ينتظر المقاومة براً وبحراً وجواً، وأنه ليس هناك أي مكان في فلسطين المحتلة بمنأى عن صواريخ المقاومة.

وتؤكد الأوساط في هذا السياق أن سخونة الوقائع الميدانية لا تعني أبداً أن الحرب الشاملة قادمة، لافتة إلى أن المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين قد قرأ جيداً خطاب سماحة السيد مع القادة الصهاينة خلال زيارته لكيان العدو بعد زيارته لبيروت، متوقعاً أن يكون موقف الإدارة الأمريكية أكثر حزماً مع نتنياهو، لأن إدارة بايدن لا تريد حرباً شاملة خوفاً من التورط بها، خصوصاً بعد أن فضحت عملية الوعد الصادق التي قامت بها إيران وأظهرت عجز الكيان وكشفته بأنه غير قادر على المواجهة وحيداً، وسيطلب مساعدة واشنطن في حال تدحرج الحرب، وهذا ما تخشاه الإدارة الأمريكية عشية الانتخابات الرئاسية، وخوفاً من أن ينخرط محور المقاومة في أي مواجهة شاملة، وهذا ما سيحصل وهذا ما ألمح إليه أمين عام حزب الله في خطابه الأخير.

يبقى حسب هذه الأوساط أن واشنطن ستبقي عيونها مفتوحة على المواجهات الدائرة شمالي فلسطين المحتلة وأنها ستسعى إلى ضبط نتنياهو وإجباره بالالتزام بقواعد الاشتباك الحالية لتمنع الحرب الكبرى المفتوحة، لأنها تدرك من أن هذه الحرب قد تؤدي إلى زوال قاعدتها الرئيسية في المنطقة.