روائع الشعر العربي 447
ابن الرومي ـ حبائل
نَصَبَتْ حَبَائِلَ حُسْنِها فاصْطدْنَني | ثم انْتَحتْ قلبي بنَبْلِ عَذَابــها | |
صَدُّ، وهجـرانٌ، وطولُ تَعتُّب | وأشَدُّ مِنْها ظَنُّها بِعتابِها | |
مَا بَالها سـيفاً عَليَّ مُصلَّتاً | ولقد أَتَيْتُ مَحبَّتي من بَابهَا | |
يا ربِّ إِنْ وَجَبَ العِقَابُ فَوَقِّها | بِي من عقابِ ذُنُوبِها وحِسابها |
مجنون ليلى ـ هي السحر
وقالوا: به داءٌ عَيَاءٌ أصابه | وقد علمتْ نفسي مكانَ دوائيا | |
أمضروبةٌ ليلى على أن أزورَها | ومُتَّخذٌ ذنباً لها أن ترانيا | |
هي السِّحْرُ، إلا أنّ للسحر رُقْيَةً | وإنِّيَ لا أَلْقى لها الدهرَ راقيا | |
أحبُّ من الأسماءِ ما وافق اسمها | وأَشْبَهَهُ أو كان منه مُدانيا |
أبو العلاء المعري ـ أحوال
أَتَعْلَـــم الأَرضُ وهي أُمٌّ | خَفَّ زَمانٌ فَمَا ازْدَهَاهَا | |
بأَيِّ جُـرْمٍ وأَيِّ حكمٍ | سُــلِّطَ ليْثٌ عَلَى مَهَاهَا | |
وعُذِّرَتْ حاجةٌ بِعُسْرٍ | على عَلِيلٍ قَـدْ اشْتَهَاهَا | |
وظالمٍ عِنْدَهُ كُنُوزٌ | من أُمِّ دِفرٍ، ومِـن لُهَاهَا |
أبو فراس الحمداني ـ ليل
لَبسـْنَا رِدَاءَ الليل واللَّيْلُ راضعٌ | إلى أنْ تردَّى رأسهُ بمشـيبِ | |
فبِتْنَا كَغُصنَيْ بانةٍ عانَقَهُما | معَ الصبحِ رِيحَا شمـْأَلٍ وجَنُوبِ | |
إلى أن بـَدَا ضوءُ الصباحِ كأنَّهُ | مبادي نُصُولٍ في عِذَارِ خَضيبِ | |
فَيَا لَيْلُ قدْ فَارَقْتَ غَيْرَ مُذَمـَّـمٍ | ويا صُبْحُ قَدْ أَقْبَلْتَ غَيْرَ حَبـِيبِ |