عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 447

بقلم غسان عبد الله

واحدة تكفي

رَأْسُكَ الْمَلِيْئَةُ بِالْكُتُبِ الْكَثِيْرَةِ وَالأشْعَارْ، رُفُوْفُهَا الْعَامِرَةُ بِعُلَبِ الذِّكْرَيَاتِ وَالأغَانِيْ الْجَمِيْلةْ!! تَضَارِيْسُ خَلايَاهَا الْوَعْرَةُ الْمَسَالِكِ، وَمَا تخبئُ مِنْ أسْرَارٍ غَرِيْبَةٍ وَأحْلامٍ مَا تَعَدَّتْ قَحْفَ الدِّمَاغْ.. كُلُّ ذَلِكَ.. طَلْقَةٌ وَاحِدَةٌ تَكْفِيْهِ لِيَتَبَعْثَرُ فِيْ الْهَوَاءِ دَمَاً.. وَشَظَايَا هَذَا الْمَسَاءْ!.

السد

بين السد والمسافة‏.. لا معبر بين الماء والماء.. الخليج هوةٌ فاغرة‏.. والمحيط خاصرة مفتوحة‏.. وأنا أحاور المسافة بالموتِ.. والموتَ بالمسافة‏.. لأخترق السد‏.. وأقيم مهداً بسعة الأرض‏ لحضارة الحب.

مَسَاءُ الصَّفاءِ

مَسَاءٌ نَقيٌ نَقيٌ كثَلْجِ الشِّـتاءْ.. مَسَاءٌ شَجيٌ، حَنونٌ كَوَجْهِ أبي، وابْتسَـامَةِ أُمِّيْ، ودِفْءِ الرَّغيفِ المُقَمَّرِ بَيْنَ يَدَيْهَا وإغْفَاءَةِ (الْجسْرِ) فَوْقَ الْفُرَاتِ الْحَزِينْ!.. مَسَـاءٌ جَميلٌ.. شَهيٌ، بَهيٌ.. إذَا تَخْطُرونْ!! وإذْ تُشْـعِلونَ رَمَادَ الْقَوافي، وَتُسْـقونَ وَرْدَ الْحُروفِ، تَبَارَى بخَطْوِكم، حينَ يُغَازِلُكم الشَّـوْقُ إذْ· تَهْمِسـونْ: مَسَـاءُ اللِّقَاءِ.. مَسَـاءٌ بَهيٌ شَهيٌ، شَجيٌ حَنُونْ!!.

سَيِّدُ الأنْهَارْ

سَيِّدُ الأنْهَارِ مَا أضْنَاهُ السَّفَرْ، مُتَّشِحَاً بِالأوْحَالِ يَمْشِيْ غَاسِلاً دَنَسَ الْبَشَرْ!.. حَامِلاً رُوْحَهُ وَبَقَايَا عِشْقِهِ الْقَدِيْمْ بِرَاحَتَيْهِ الْخِصْبَتَيْنِ، يَنْثُرُهَا هُنَا وَهُنَاكْ؟!.. سَيِّدُ الأنْهَارِ مَا اشْتَكَىْ، وَمَا بَكَىْ! حِيْنَ كَشَّرَتْ تِلْكَ الْمَدِيْنَةُ عَنْ أنْيَابِهَا؛ وَسَرَقَتْ حَقِيْبَتَهُ الْمَلِيْئَةَ بِالذِّكْرَيَاتِ الْجَمِيْلَةْ.. لأُنَاسٍ طَيِّبِيْنَ مَا زَالُوْا يَعُوْدُوْنَهُ فِيْ الصَّبَاحِ وَالْعَشِيَّةْ يَشْتَكُوْنَ إِلَيْهِ وَيَبْكُوْنْ، وَسَيِّدُ الأنْهَارِ مَا اشْتَكَىْ، وَمَا بَكَىْ!.