محليات

الملف الرئاسي باقٍ في غيبوبته وتشويش أمريكي – سعودي على قرار الجامعة العربية

بقلم محمد الضيقة

وبغض النظر عما حصل من فعل وإنكار إلا أن هذا القرار أضاف عنصراً جديداً على الخلافات القائمة بين القوى السياسية اللبنانية، خصوصاً لدى حلفاء واشنطن والخليج خشية أن تكون هذه الخطوة اعترافاً عربياً وبالتالي إقليمياً بدور حزب الله وموقعه ليس في لبنان بل في الإقليم.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن الهلع الذي أصاب حلفاء الغرب دفعهم إلى إجراء اتصالات سريعة مع جهات عربية لفهم أبعاد وخلفيات هذا القرار والضغط من أجل التراجع عنه، إلا أنه على الرغم مما صدر بعدها من مواقف لن يقدم أو يؤخر على صعيد الدور الفاعل لحزب الله في التوازنات الدولية والإقليمية سواء كان القرار صحيحاً أو غير صحيح.

وأضافت الأوساط أن هلع حلفاء واشنطن أمر طبيعي لأنهم يخشون أن تكون الأسابيع المقبلة الفرصة الأخيرة لبقايا الاهتمام الدولي بملفات الأزمة اللبنانية في شقيها الداخلي المرتبط بملء الفراغ الرئاسي، وما يحصل على الحدود مع فلسطين المحتلة من معارك ومواجهات وسط احتمالات حسب ما تروج القوات اللبنانية وحلفاؤها باندلاع حرب واسعة وشاملة.

وأشارت الأوساط إلى أن الاهتمام الأمريكي – الفرنسي واللقاءات التي عقدها المبعوث الأمريكي في باريس مع المسؤولين عن الملف اللبناني تندرج في هذا السياق، حيث تتابع باريس الملف الرئاسي وواشنطن الجبهة في جنوب لبنان، واعتبرت أن هلع حلفاء واشنطن والخليج له علاقة بإشغال العاصمتين في استحقاق انتخاباتهما، وخوفهم من أن يتم إهمال الملف اللبناني وعدم متابعته، ومع أن الانطباعات الغالبة على حركة ولقاءات الموفدين والمتابعين للملف اللبناني ترجح عدم التوصل إلى أي اختراق، تقول الأوساط إن السبيل أمام أي حل هو معروف لدى هؤلاء، وقد حدد حزب الله مطلبه منذ بداية طوفان الأقصى وهو وقف العدوان الصهيوني على غزة، وفك الحصار عن القطاع، وغير ذلك لا حل للمواجهات في الجبهة الجنوبية ولا حل لأزمة الفراغ الرئاسي، لأنه حسب هذه الأوساط بات هذان الملفان مرتبطين ببعضهما ضمناً، وهذا عامل فرضه يعود إلى معطيات الجانبين حول لعبة الضغوط التي يمارسها حلفاء واشنطن من أجل الفصل بينهما.

وأكدت الأوساط أنه من المستحيل الفصل بين المواجهات الدائرة في الجنوب والأزمات اللبنانية الداخلية، لأنه على ضوء نتائج المعركة الدائرة في الجنوب اللبناني وفي غزة هي التي ستقرر طبيعة الحلول للملفات الداخلية، بدءاً من مسألة رئاسة الجمهورية وصولاً إلى كل الملفات الخلافية الأخرى.

وتختم الأوساط مؤكدة أن الجمود سيستمر على جبهة الاستحقاق الرئاسي وقد تستمر معه اتصالات ولقاءات مبعوثي الدول المعنيين بهذا الملف، مشيرة إلى أن الفراغ سيستمر لفترة طويلة، خصوصاً بعد انصراف الدول المعنية باستحقاقاتها، فضلاً عن متابعة التداعيات التي أحدثها صعود الأحزاب اليمينية في معظم الدول الأوروبية وسيطرتها على المشهد السياسي.