دوليات

منظمة شنغهاي توسع إطارها.. العالم يحتاج إلى نظام عادل

بقلم: ابتسام الشامي

خطاب القمة

تحت شعار “الوحدة العالمية.. من أجل عالم عادل ووئام وتنمية”، انعقدت قمة منظمة شنغهاي، في العاصمة الكازاخية أستانا، بحضور رفيع المستوى من دولها الأعضاء، وعدد من الدول المراقبة والشريكة في الحوار المرشحة للانضمام إليها لاحقاً. المنظمة التي ولدت مطلع القرن الحالي في ذروة الصعود الأمريكي للامساك بزمام قيادة العالم، ترى أن مصير الأحادية القطبية إلى زوال، وفي دورتها الرابعة والعشرين حرص قادتها المؤسسون على “التبشير” بعالم أفضل. في هذا السياق أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند افتتاح الجلسة العامة لأعمال القمة إنها – القمة – “ستروج لنظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب”. ووفقاً للرئيس الروسي، فإن المشاركين سيعلنون “التزامهم بإقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب وعادل يستند إلى الدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة والقانون الدولي وتطلعات الدول صاحبة السيادة لشراكة تقوم على الفائدة المتبادلة”.

بدوره دعا الرئيس الصيني إلى “مقاومة التدخلات الخارجية”، وقال أمام ممثلي الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي “علينا أن نتحد لمقاومة التدخل الخارجي، وأن ندعم بعضنا بعضاً بقوة، وأن نهتم بمخاوف بعضنا بعضاً، وأن ندير الخلافات الداخلية من خلال جعل السلام أولويتنا”. ونقل التلفزيون الصيني عنه قوله للقادة الحاضرين “يتعين علينا الحفاظ على الحق في التطور بالشمول، وتعزيز الابتكار التكنولوجي بشكل مشترك، والحفاظ على استقرار وحسن سير سلاسل الصناعة والتوريد، وتحفيز القوة الذاتية للاقتصاد الإقليمي، وتعزيز تحقيق أهداف التنمية المشتركة”.

قمة منظمة شنغهاي، التي حضرها إلى جانب الرئيسين الروسي والصيني، رؤساء كل من أوزبكستان وقرغيزيا وطاجكستان وبيلاروسيا، وتركيا والأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى رئيس إيران المؤقت محمد مخبر، ورئيس وزراء باكستان ووزير الخارجية الهندي، استمع المشاركون فيها إلى خطاب ثوري آخر ضد الأحادية القطبية، جاء هذه المرة على لسان الرئيس البيلاروسي. ألكسندر لوكاشينكو، الذي أصبحت بلاده العضو العاشر في المنظمة قال في خطاب حماسي، “بمقدورنا تحطيم جدران عالم أحادي القطب وتوفير الغذاء لشعوبنا ووضع حد للتناقضات والنزاعات الناجمة عن التفاوت الاجتماعي والنقص في المواد الغذائية والموارد”.

بيان القمة

خطابات الزعماء المشاركين في قمة منظمة شنغهاي التي تضم نحو نصف سكان العالم بموارد وإمكانات هائلة، لامست التحولات الجارية في الوضع الدولي العام وما تتركه هذه التحولات من تأثيرات في ميزان القوى العالمي، وهو ما عكسه البيان الختامي للقمة، حيث أدان المجتمعون، فرض عقوبات أحادية على الدول بشكل “يقوض التجارة العالمية”، ودعوا إلى “الإصلاح الشامل للأمم المتحدة من أجل تعزيز سلطتها”. كذلك أدان البيان الختامي للقمة “الأعمال التي أدت إلى وقوع ضحايا مدنيين في قطاع غزة”، وأبدى الزعماء المشاركون قلقهم إزاء استمرار الحرب داعين إلى وقف إطلاق النار. وتضمن إعلان قمة منظمة شنغهاي دعوة دول العالم إلى الانضمام لمبادرة حول الوحدة العالمية من أجل السلام العادل والوئام والتنمية، كما أشار إلى استعداد المنظمة لمكافحة مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مشترك. والالتزام بحل الخلافات بين الدول بالطرق السلمية، وتأكيد أهمية تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، بالموازاة مع المطالبة بالامتثال الصارم لنظام منع الانتشار النووي، وكذلك الالتزام الصارم باتفاقية حظر تطوير وإنتاج الأسلحة البيولوجية.

خاتمة

منذ ولادتها، شقت منظمة شنغهاي، طريقاً آخر لعلاقات دولية قائمة على التعاون والمصالح المشتركة لدولها الأعضاء ومن يتعاون معها من خارج دائرة العضوية، وهي إذ طرحت خطاباً عالمياً يتحدى الهيمنة الأحادية، فإنها ترى أن التحولات الجارية على مستوى العالم تشكل فرصة جدية لولادة نظام عالمي جديد قائم على التعددية القطبية، التي نادت بها وكانت أحد الأصوات القوية من أجلها.