حبر على ورق

حبر على ورق 448

بقلم غسان عبد الله

الشَّاعِر..

ذَرَّةٌ مِنْ قَلَقِ الشَّاعِرِ تَكْفِي لِتُحِيْلَ الكَوْنَ وَجْهَاً لِقَصِيْدَهْ.. فَتَأَمَّلْ أَيُّهَا السَّارِحُ في وَجْهِ البَعِيْدَةْ.. وَانْتَثِرْ في الصَّفْحَةِ البَيْضَاءِ إِيْقَاعَ شُجُوْنٍ وَانْتَظِرْ في فُسْحَةِ الغَيْبِ تَرَاتِيْلَ جَدِيْدَةْ.. كُلَّمَا أَطْلَقْتَ سِرْبَاً مِنْ دُمُوْعٍ فَوْقَ مَوْجِ البَحْرِ.. فَاحْلُمْ أَنْ يَصِيْرَ الدَّمْعُ في البَحْرِ جَزِيْرَةْ.. حَوْلَتْهَا الأَمْوَاجُ حَيْرَى وَفَقِيرَةْ.. وَعُيُوْنُ الشِّعْرِ فِيهَا لا تَنَامُ.. إِنَّما الشِّعْرُ عَلَى الرُّوْحِ سَلاَمُ!.

صَدِيقُ الوَهْم..

صَارَ تَارِيْخَاً صَدِيْقُ الوَهْمِ وَالْعِبْءِ الثَّقِيْل.. لَمْ يَعُدْ يَأْوِي إلى الوَاحَاتِ في وَقْتِ الأَصِيْل.. لَمْ يَعُدْ يَقْوَى عَلَى زَرْعِ النَّخِيْل.. أَقْفَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ إِيْمَاضِهَا الشِّعْرِيِّ وَاسْتَعْصَى عَلَيْهِ الفَجْرُ في لَيْلِ السَّبِيْل.. لَيْسَ للتَّارِيخِ مِنْ وَجْهٍ جَمِيْل!.

عِنْدَمَا تَمْشِي وَرَائي..

.. اْنَطَلِقْ مِنْ أَعْمَقِ الأَبْحُرِ حَلِّقْ في السَّمَاءِ.. تَنْهَمِرْ شِعْرَاً على الصَّحْرَاءِ.. تُصْبِحْ جَنَّةً وَاللَّيْلُ نَاءِ.. كَمْ جَمِيْلٍ أَنْ تَرَى المَعْنَى قَرِيْبَاً عِنْدَما تَمْشِي وَرَائي.. عِنْدَهَا الحُبُّ سَيَبْقَى أَيُّها الهَارِبُ مِنْ وَحْشِ الفَنَاءِ!.

المَجْنُون..

لَيْسَ مَجنُونَاً ولكنْ.. ذَاتَ يَوْمٍ وَجَدَ الأَرْضَ خَرَابَا.. لَمْ يَمُتْ مِنْ رَوْعَةِ المَشْهَدِ لكنْ.. أَخْرَجَ القَلْبَ مِنَ الصَّدْرِ كِتَابَا!.. قَرَأَ الحُبَّ بِصَمْتٍ.. ثُمَّ نَادَى.. رَدَّدَ القَفْرُ جَوَابَا.. حَلَّتِ البلوى كَطَيْفٍ يَتَهادَى مَدَّ لِلطَّيْفِ ذِرَاعَيْهِ.. تَصَابَى.. بَعْدَهُ الأَرْضُ تَعَالَتْ… تُرْبُهَا صَارَ سَحَابَا.. ليسَ مَجنُونَاً ولكنْ ذاتَ يَوْمٍ وَجَدَ الأَرْضَ خَرَابَا!.