آخر الكلام

يا لجراحات الحسين

بقلم غسان عبد الله

آهٍ ما أشَدَّ فاجعتي من ضراوةِ الأوجاعْ

والنَّارُ التي بحواسِّها تتقمَّصُ الخيامَ والأوتادَ والصَّرخةَ الجريحة..

ما أشدَّ الحزنَ في دمي يجول.. وفي دمي دفْقُ الأفولْ

ها أنا أعاني الوحشةَ..

وسيفُ الشمرِ يدنو من نحركَ

هنا أراهُ.. فيرتديني الخوفُ مرتجفاً

ومنجرحاً أعودُ إلى ذكرياتِ الجرحِ الجليل..

يا سيدي.. هنا.. وأنا أرتِّلُ وحدَتي..

وأعلِّقُ الأحلامَ.. مُبتعداً إليكَ في الزمان..

فيُرجِعُني إلى الفاجعةِ المكان..

كيفَ عرَّشَتْ على دوالي التعبِ جراحاتُكَ

وتسامَقَتْ في الرُّوحِ دماكْ

أيْقَظَتْ في الأوردةِ صفصافاً ونخيلْ؟؟

كيفَ دَعَوْتَ للأحزانِ ضلوعي

فجمَعْتَ ألبابَ القصائدِ في نحركَ المُباحْ

كانَ نبضُ القلبِ ينزوي إلى غربةِ الأفولْ

والجوارِحُ تخفُتُ شيئاً فشيئاً..

كانتِ الأوجاعُ تطلُعُ من سواقي العمر..

حاملةً عذابَ القهرْ..

كانَ نميرُ الدَّمعِ يوغِلُ في صخورِ القلبْ..

يخرُجُ من محاجرِ العينِ حرائقَ ويبابْ

أذكُرُ أنني في حضرةِ الطعنات

ووطئ الخيول على صدرِكَ الشريف..

أوقَدْتُ ثغورَ السيلِ..

عبَّأتُ الجوارحَ بالضَّبابِ والأنين..

فماجت الصُّوَر.. واصطَخَبَ المدى في لهفةِ الصَّبوات

أذكُرُ عندما الأشجارُ ماتتْ بين صرخةِ الحوراءِ..

ونواحِ الثاكلاتِ..

أفقْتُ من رفيفِ لا يغيبْ.. وحولي كانَ الكونُ مجلَّلاً بالصمتِ..

كان الحزنُ يخطُفُ وردةَ الأشواقِ يطفئُ طَلْعَها.. ويُبعْثِرُ الرُّؤيا..

وها وحدي أُقلِّبُ غربتي بيدينِ واجفتَيْنْ..

مُبْتَعِداً إلى الغَمْرِ الذي يأتي..

وها وحدي أعودُ لصومَعةِ الفراقِ بحزني عليك..

وها وحدي أزاوِلُ طقوسَ الأنينْ..

أبكي.. ولا أستكينْ.. يا لَجراحاتِ الحسينْ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *