عبرة الكلمات 451
بقلم غسان عبد الله
دروب
يتأبّطُ الغيومَ.. يصعَدُ نحو موتِهِ.. فوقَ رابيةِ الليلِ يوقدُ أيقونةَ الظُّلْمَةِ.. عبثاً يسوقون دمَهُ إلى ثكناتِ الماضي المحترق.. عند قمةِ البحرِ تتلاقى الدروبُ.. دربٌ لخطوتِهِ ودربٌ لموتِ القمر.. دربٌ لقطيعٍ من الريحِ ودربٌ للزمهريرِ العالقِ على تخومِ يومٍ بعيد.
ريحان
نجمٌ يسامرُ وردةَ الصبحِ.. صبحٌ فوقَ لُجَّةٍ من نهار.. يفتحُ باب فجره وينتظر من يمنحُهُ لحظةً لأحلامِهِ الذابلةِ كباقاتِ ريحانٍ فوقَ قبر.
بردٌ وأشرعةٌ
كيفَ لكَ أن توزِّعَ نشيدَكَ الوطنيَّ في بلادٍ متشظِّية.. كيف لي أن أصفِّقَ لوقتٍ غائب.. كيف أُغْمِضُ عينيَّ وأتخيلُّكَ هناكَ.. تيهاً مشقَّقَ اليدين وجراحاً تئنُ كريحْ.. كيف أردُّ البردَ بأشرعةٍ من ثلج..؟!
صورة
قمرٌ يتأبط سيفاً.. والدربُ إلى البحرِ مغلقٌ.. صوتُكَ ما زالَ منتشراً على ساريةِ العتمةِ سكَنْتَ خلاياكَ واستكانَ فيكَ الفَزَعُ.. في صدرِ الماءِ جفَّ الحنينُ للمغامرةِ والأسفار ارتمى متعباً في حضن المستنقعات.
عرائشُ الغيم
شيخوخةُ العمرِ كتابٌ بين زهرِ الأصيلِ.. ومساءُ الكَرَزِ وقَفَ باكياً كطفلٍ سرقوا دميةَ الوقتِ منه.. أعطيتُهُ نبضي!!.. تلكَ أحلامُ الطفولةِ.. مزَّقوا كلَّ الرسائلِ ورَمَوْها في سلَّةِ النار.. نفضوا أصابِعَهُم من دمي.. بَزَغَتْ عرائشُ غيمةٍ تُبَرْعِمُ صوتَها ريشةُ طيرٍ: “ترّجل عن صهوةِ تيهِكَ.. واعتلِ جبالَ وعيكَ.. وانتظر مني زخاتِ المطر”.