نشاطات

حول مجزرة مدرسة التابعين بغزّة

 دخلنا في اليوم الحادي عشر بعد الثلاثمائة، وما زال العدو الصهيوني يرتكب المجازر تلو المجازر ومن دون رادع ولا وازع، ولا من قوة في العالم وقفت بوجهه أو سعت من أجل إيقاف تغوله وإجرامه الذي يمارسه بحق المدنيين في فلسطين المحتلة، وكانت المجزرة الكبيرة والفاجعة الكبرى التي ارتكبها نهار السبت الفائت بحق المدنيين الذين آووا إلى مدرسة التابعين في حي الدرج والتي ذهب ضحيتها أكثر من مئة شهيد وعشرات الجرحى، هي واحدة من العناوين الكبيرة التي باتت ترسم المرحلة، والتي إن لم يكن هناك موقف دولي في وجهها، وإذا لم تقم المؤسسات الدولية بدورها، فإن الأمور ستذهب نحو تصعيد أكبر، وقد ندخل في الحرب الشاملة ليس في المنطقة ككل، بل لعله على كل الكرة الأرضية.

 أمام هذا الواقع فإن تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع هيئته الإدارية أصدر البيان التالي:

 أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مدرسة التابعين يوم السبت الفائت في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد وعشرات الجرحى، والتي إدعى العدو الصهيوني أن هناك مقاومين موجودين في داخل هذه المدرسة، وهذا كذب وافتراء كي يبرر لنفسه عبرها قتل المدنيين وعلى فرض أن هناك مقاوم في مكانٍ هل يجوز للعدو الصهيوني أن يقتل المئات في سبيل قتل هذا المقاوم؟ إن هذا أمر لا يمكن أن تقبل به أي أخلاق إنسانية وأي قيم بشرية، وهذا دليل على أن هذا العدو يمارس التوحش، ما يعني أنه يجب الوقوف في وجه إجرامه.

ثانياً: يبدو أن القوى الدولية تحاول الخروج من الأزمة من خلال الدعوة إلى عودة المفاوضات نهار الخميس، والتي ستعقد إما في قطر أو في مصر، والتي دعا إليها كل من قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، والحقيقة أنه إذا كان الأمر هو العودة إلى المفاوضات من جديد وتناسي كل ما حصل في السابق، فهذا أمر لا يمكن أن يقبل به، بل لا بد من البناء على ما تم الاتفاق عليه ووافقت عليه حماس ووضع السبل من أجل تنفيذه والأليات التي يجب أن تعمل لها من أجل التنفيذ، ويجب أن يتضمن أي اتفاق الوقف الدائم والشامل والكامل لوقف إطلاق النار، وإذا ما استمر العدو في إصراره على أنه لا يمكن أن يرضى بوقف إطلاق النار، فإن المعركة ستستمر وبالتالي أيضاً لا يمكن أن تحصل مفاوضات تحت النار، ولا بد من إيقاف إطلاق النار ولو مؤقتاً حتى تجري المفاوضات بأجواء هادئة.

 ثالثاً: صدر بيان بريطاني ألماني فرنسي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن، وهذا شيء جيد، ولكن ما هي الألية التي ستعتمدها هذه الدول لتحقيق ما تريد؟ والشيء السيء هو أنه حمَّلت هذه الدول الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسؤولية أي تصعيد، وكأن إيران هي التي اعتدت على الكيان الصهيوني وليس الكيان الصهيوني هو الذي اغتال ضيف الجمهورية الإسلامية في إيران الشهيد إسماعيل هنية، إنها سياسة الكيل بمكيالين والسياسة المنحازة من قبل هذه الدول للكيان الصهيوني لن تجدي نفعاً ولن تؤدي الى تغيير الحقائق التي باتت واضحة لكل من لديه عقل سليم.

 رابعاً: استنكر تجمع العلماء المسلمين قرار الحظر الذي اتخذه الكيان الصهيوني بحق قناة الميادين واعتبروا أن ذلك يأتي بسبب أن هذه القناة تفضح ممارسات العدو الصهيوني، خاصة فضحها لما حصل في الكذبة التي اخترعها العدو الصهيوني بموضوع مجزرة مجدل شمس، والتي أثبتوا من خلالها أن الأمر تم من خلال صاروخ للقبة الحديدية ولا علاقة للمقاومة بها وهذا لن يثني القناة الحرة والقناة المقاومة عن ممارسة دورها ومتابعة مسيرتها، وتوجه تجمع العلماء المسلمين برسالة تأييد لرئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الأستاذ غسان بن جدو للتأكيد على وقوفنا إلى جانب هذه القناة الحرة وهذه القناة المجاهدة وهذه القناة المقاومة.

 خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت جزيرة كمران بالحديدة، والتي تأتي في سياق العدوان الأمريكي البريطاني المستمر على اليمن، والتي لن تثني اليمن عن ممارسة دورها في مساندة المقاومة في فلسطين، وأن الحلول التي يحاول العدو الوصول إليها من خلال قصف الجهات المساندة لغزة لن يجدي نفعاً، وإنما الذي يجدي نفعاً هو الضغط على الكيان الصهيوني من أجل التراجع عن مجازره وإيقاف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة من أجل تبادل الأسرى وإغلاق هذا الملف نهائياً عبر الوقف الدائم والشامل والمستمر لإطلاق النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *