آخر الكلام

الفتى الفلسطيني “إلى المقاومين الأبطال في غزّة والضفة”

بقلم غسان عبد الله

تطيرُ العصافيُر في حينا وفي كل منقارِ طيرٍ حجرْ

وترقصُ جداتُنا في الحقولِ لتعطى المواسم أحلى الثمرْ..

وأجدادُنا.. للطفولةِ عادوا.. وقوفاً يموتونَ مثلَ الشجرْ..

غنيٌ عن القولِ فعلُ الشبابِ ألمْ ينحن الكونُ كل البشْر؟

علينا السلامُ.. ومنا السلامُ.. فيا ثورتي هللي بالظفرْ.

ارتحال مكبّل بعودة

يا أنت.. يا من تسكن غيماً وتشدو لحنا على وتر النهــار..

يا أنت.. يا من تُورق وجداً وتزرع ودياناً لتيــــه القفار..

تسربلتُ بوعودكَ بصمــــودكَ.. بكل وجودكَ

وآثرتُ مبيتاً في لظى بوحِكَ على قيلولةٍ في ظلالِ انتشار..

مغفورةٌ نجاواك.. مغفورةٌ نواياك..

ما دمتَ في أعينهم.. في وجوههم.. أشهَرْتَ الخناجرْ..

ما دمت جبيني.. في ذاكرتي أشعلتَ البيادرْ..

يا ذا الفتى الفلسطينيُّ المتسربلُ بالأسرارِ والأحجارِ والأقمارْ..

أبيتُ إلاّ اقتناء كفِّكَ.. واحتواءَ جرحِكَ..

لنرتحل عن قافلةٍ رقابُها ظمأى.. أوجاعها حرّى..

زاوَلَتْ نَظْمَ الجمرِ وعِشْقَ التناحرِ..

مقلتي تحتضن غربتي.. أترانا نعودُ نكمل فصول انتصارنا؟!..

قافلتي … نزفكَ يثور كالصهيل فينا يسكننا.. ينحرنا..

فارتحالنا.. لا بد يوارى هنا..

وانتصارنا لا بدَّ سيأتي أملاً بعدَ طُولِ انتظارْ..

إلى ترابٍ في جينينَ

إلى ترابٍ يزهو بوقعِ أقدامي كلما ألقيتُ السلامَ على عشبِهِ..

شفتي الآن تغادرني..

تقبِّلُ وريقاتِ أغصانٍ ثملةٍ بمطرِ دهْشَةٍ توضَّأ بدموعنا ورَحَلْ..

لعشبِ حديقةِ الحواس المنفلتة من مرايا القلق..

وأنا.. قطرةُ ندى..

أتنَسَّمُ عِطْرَ الدروبِ المؤدِّيةِ لوردٍ يتخاطرُ معَ أوداجِ ربيعٍ أفلَتَ من يدي..

وجراحٍ تتباهى بارتواءِ الفجر..

من غسقٍ يختبئُ خلف داليةٍ أو شُجيرةِ زيتون..

تُغْدِقُ على قلبي لهب نار تسعى على مساحات حديقة الأماني..

للذي يأتي بجمرةِ الأنامل..

متحسساً هذي الروحَ التي تتأجَّجُ ثورةً مع مطرٍ شَغُوفٍ بصوتي..

روحي إلى الأقصى الوجيعِ تغادرْ..

بينما سيِّدُ الأمكنةِ التَّعِبَةِ هذا الأقصى المكابرُ يهطُلُ..

على أبنيةٍ تتَّشِحُ بغبارِ القلق..

والعشبُ يدوِّنُ قصائدَ دمِهِ المنتشرْ..

برائحةِ الطينِ الممزوجِ بأنفاسِ ريحٍ تُشْعِلُ ظلي

ببقايا لهبٍ يبتهجُ بمؤانسةِ أغصانٍ ضلَّتْ طريقَها..

ودمائي ورودٌ.. أينعت في حديقةِ عطشٍ

تنزُفُ آخرَ قطرةِ رحيقٍ من لعابِ السماء..

بينما أنا في حالةِ انتظارِ الوجيبْ

ينبجِسُ ينبوعُ دمِ الشهداء من ترابِ القدسِ..

يزهو كلَّما أدرَكَهُ وقعُ أقدامي تغذُّ الخطى نحو مآذنِ جينين..

يزهو.. فلجينينَ كلُّ هذا الحنينْ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *