محليات

حزب الله ينتقم للسيد “محسن”.. ويرسخ استراتيجية جديدة للردع

بقلم محمد الضيقة

هذه السرعة من قادة العدو ما كانت لتحصل لو أن المقاومة ضربت هدفاً عادياً، إلا أن استهداف الوحدة 8200 وهي إحدى وحدات مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وأكبرها، والتي تقع بالقرب من تل أبيب شكلت رسالة واضحة لهذا الكيان من أن المقاومة حاضرة لكل السيناريوهات خصوصاً أن عملية الرد لم تستهدف سوى قواعد عسكرية بعينها.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن استهداف هذه القاعدة المهمة قد تكون سبباً مباشراً لتغيير وجهة المقاربة الصهيونية من التهديد بالحرب إلى الهروب منها، خصوصاً أنها شعرت من أن محور المقاومة جاهز لخوض أي مواجهة سواء كانت كبيرة أم شاملة.

وأشارت الأوساط إلى أن إعلان واشنطن عن عدم مشاركتها في التصدي للمسّيرات التي دخلت فلسطين المحتلة، يؤكد من أن إدارة بايدن لا ترغب بأي حرب واسعة ليس حباً بالعرب أو الفلسطينيين بل خوفاً على الكيان الصهيوني الذي انحدر إلى أطراف الهاوية وإذا ما دخل حرباً واسعة حتى لو ساعدته واشنطن وحلف الناتو، فإن الانهيار الشامل هو مصيره.

وأضافت الأوساط أن هناك أسباباً كثيرة دفعت العدو لينحو باتجاه التهدئة والالتزام بقواعد الاشتباك التي كانت سائدة قبل خرقها باغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر، وهو المتابعة الدقيقة لهذا العدو لما عملت عليه المقاومة منذ انتهاء حرب تموز لناحية مراكمة الخبرة والتسليح والتحضير لأي حرب كبيرة والتي كانت تتوقعها لأن العدو لم يبتلع هزيمته في تموز 2006، وكان ينتظر الوقت من أجل الثأر من المقاومة، وهذا ما كاد أن يحصل بعد طوفان الأقصى حيث حرض أكثر من قيادي عسكري وسياسي صهيوني من أجل شن حرب استباقية ضد حزب الله.

واعتبرت الأوساط أن العدو عندما كان يطلق تهديداته ضد المقاومة، كان الهدف منها إسكات المستوطنين الذين نزحوا من شمال فلسطين وهم بالآلاف، لافتة إلى أن العدو كان حذراً جداً أمام توسيع الحرب، حتى أن هذا الحذر صدر من الذين يدعمون هذا الكيان في واشنطن وباريس ولندن، وفي عواصم أوروبية أخرى وحتى عربية.

وكما تقول الأوساط، يبقى أن عملية الرد التي نفذتها المقاومة أنجزت مسألتين مهمتين لا يمكن إلا رؤيتهما والاعتراف بهما.

المسألة الأولى، أن حزب الله لم يتنكر لوعده لجهة الثأر لاغتيال السيد محسن على قاعدة عسكرية بالقرب من تل أبيب، وهذا بحد ذاته يحسب بأنه إنجاز كبير لأن وصول صواريخ المقاومة إلى عمق الكيان وإلى عاصمته يؤكد أن الحزب كرّس مسألة توازن الردع والقوة مع العدو الذي حاول تجاوزها بعد اعتدائه على الضاحية.

المسألة الثانية، أن صواريخ المقاومة كانت دقيقة ولم تصب أي مدني وهو أمر كانت قيادتها حريصة عليه حتى لا يستخدمه نتنياهو ذريعة لقصف المدنيين في لبنان، هذا الحرص يكشف حسب هذه الأوساط إلى أي مدى استراتيجية المقاومة ترتكز على عنصرين، الأول استنزاف العدو وإنهاكه ونشر القلق بين المستوطنين، والثاني تحرص المقاومة إلى إبقاء اللبنانيين كل اللبنانيين بعيدين عما يجري من المواجهات التي بدأت منذ أشهر، ولا تزال المقاومة تنفذ عملياتها ضد القواعد العسكرية ولم ترد على بعض العمليات التي نفذها العدو واستهدف فيها بعض المدنيين.

لكن – تؤكد الأوساط – أن تحذير سماحته في خطابه الأخير كان حاسماً لجهة تحذير العدو من التعرض للمدنيين، ومن هنا كانت دعوته لكل المواطنين إلى مواصلة أعمالهم، ويطمئن أن هناك مقاومة حاضرة لحمايتهم، وهي هذه المرة حاسمة وجازمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *