إقليميات

اليمن يرفع منسوب تهديداته.. لا ملاجئ آمنة وصيف ساخن ينتظر الصهاينة

بقلم نوال النونو

 وبناء على معطيات كثيرة، وتجارب من الصراع اليمني سواء مع الأمريكيين أو تحالف العدوان السعودي الإماراتي قبل عشر سنوات، فقد عُرف عن الرئيس المشاط، بأنه لا يطلق تهديدات من أجل الاستعراض الإعلامي، وإنما يأتي بعدها فعل قوي يؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة.

 ويعد المشاط الشخصية الأرفع في اليمن بعد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس للمجلس السياسي الأعلى الذي يدير اليمن، بما يعني أنه في مقام رئيس الجمهورية، ولذلك تعد تصريحاته من أبرز ما يتم الالتفات إليها سواء داخل اليمن أو خارجه.

 وخلال زيارته إلى مطار صنعاء الدولي، ومن بين الركام، ودخان غارات العدوان الصهيوني، أكد الرئيس المشاط أن هناك مفاجآت مؤلمة للعدو، داعياً المستوطنين لعدم الثقة بحكومتهم، منوهاً إلى أن الملاجئ لم تعد آمنة، ومحذراً في الوقت ذاته شركات الطيران العالمية للامتناع عن الهبوط في مطار [بن غوريون].

أما التصريح الأبرز، فقد أوضح الرئيس المشاط بأن اليمن بات قادراً على التعامل مع طائرات الـ (أف 35)، والذي كان يمنعها هو اختباؤها بالقُرب من طيران مدني؛ ما سيضطرنا لإغلاق الملاحة في مجال طيرانها حتى يتسنى لدفاعاتنا التعامل معها بأريحية”، مؤكداً بالقول: “إن على الصهاينة انتظار صيف ساخن”.

ويوصل الرئيس المشاط هنا رسالة إلى جميع شركات الطيران التي تتخذ من أجواء اليمن ممراً إلى دول غيرها، بأنه سيتعين عليها التوقف، في أي عدوان صهيوني قادم، لأن اليمن سيفعّل دفاعاته الجوية، وسيتمكن من اصطياد طائرات الـ (أف 35) التي تعتمد عليها “إسرائيل” في العدوان على اليمن، وهو تطور لافت ومهم، فهذه هي المرة الأولى التي يكشف عنها اليمن قدرته على استهداف هذا النوع من الطائرات، ما يعني أن اليمن بات يمتلك بالفعل منظومة دفاع جوي متطورة، قادرة على التعامل مع كل التحديات.

هذا النوع من الأسلحة، إضافة إلى امتلاك اليمن للصواريخ الفرط صوتية، سيكون العامل المؤثر على العدو الإسرائيلي في المعركة المقبلة، والتي يتحدث فيها الرئيس المشاط بكل وضوح أنها قادمة، وستكون مغايرة للمراحل السابقة، وإلا ما معنى أن يقول إن الملاجئ لن تكون آمنة على قطعان المستوطنين في فلسطين المحتلة، وأن المفاجآت قادمة ومؤلمة.. هذا بالتأكيد يعني استعداد اليمن للانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي عنوانها الأبرز، توجيه الضربات الموجعة والمؤلمة للأعداء.

لا توقف عن مساندة غزة

وأمام هذه التطورات المتسارعة، ولجوء العدو الإسرائيلي إلى استهداف مطار صنعاء الدولي، وتدمير الطائرة المدنية المتبقية لصنعاء، تبقى الخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات، لكن ما يجب التأكيد عليه، أن اليمن قد حدد موقفه بكل وضوح [لن نتوقف عن مساندة غزة مهما كانت التحديات].

وهنا يقول السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطاب له الأربعاء الماضي: “العدوّ الإسرائيلي يحاولُ استعادةَ الردع، من خلالِ هذا العدوان المتكرِّر على المنشآت المدنية في بلدنا”، مؤكّـداً أنه “مهما كان حجمُ العدوان الإسرائيلي ومهما تكرّرَ فلن يؤثِّرَ إطلاقاً على موقفِ شعبنا في نصرة الشعب الفلسطيني العزيز؛ لأَنَّه موقف ديني”، مبيناً أنه “قد يكون من أهداف العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء إعاقةُ نقل الحجاج ولكن إن شاء الله سيفشل”، موضحاً أن “الترميمَ المتكرّرَ لمطار صنعاء سوف يستمرُّ بالمقدار الضروري الذي يتيحُ استمراريةَ عمله”.

هذه الرسائل التي تأتي من أعلى مستويات للقيادة في صنعاء، هي تشير بكل وضوح وجلاء عدم التراجع اليمني المساند لغزة، بل وأن اليمن على استعداد للانتقال إلى مرحلة أشد خطورة من ذي قبل.

وفي هذا السياق يقول رئيس تحرير موقع “المسيرة نت” أحمد داوود إن القيادة اليمنية عندما تتحدث وتتوعد الكيان الصهيوني فإنها تكون جادة، فالتهديدات لا تأتي في إطار الحرب النفسية، أو إجبار العدو على التراجع، وإنما هي تؤسس لمرحلة مقبلة.

ويقول داوود في تصريح خاص للمجلة أن اليمن يمتلك الكثير من الأسلحة وفي مقدمتها الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة، ويمتلك بنك أهداف واسع، مؤكداً أن مطار [بن غوريون] سيتوقف تماماً، وأن المسألة مرتبطة بمدى موافقة القيادة على توجيه ضربات موجعة ومؤلمة للعدو الإسرائيلي تستهدف منشآته المدنية والحيوية، معتقداً أن الوقت قد حان. ويرى أن العدو الإسرائيلي أصبح في مأزق حقيقي في تعامله مع الجبهة اليمنية ومع أنصار الله الذين لم يهزموا قط، في كل تاريخ الصراع مع أعدائهم، بدءاً بالمواجهة مع نظام الرئيس علي عبد الله صالح الموالي لأمريكا، ومروراً بعدم الخضوع والاستسلام أمام التحالف الكبير للسعودية عام 2015م، والمستمر حتى يومنا هذا وعلى مدى 10 سنوات، ثم هزيمة أمريكا في البحر الأحمر، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي سيضطر في النهاية إلى رفع راية الاستسلام أمام بأس وجبروت اليمنيين.

ستكون الأيام المقبلة مفصلية، ومن المتوقع أن يرفع اليمن منسوب عملياته بشكل أوسع خلال الأيام المقبلة، لا سيما في ظل توسيع العمليات لكيان العدو في قطاع غزة، وتعنّت نتنياهو في إيقاف العدوان ورفع الحصار على غزة، ولهذا فإن أهم أوراق الضغط على الصهاينة خلال هذه المرحلة التاريخية هي اليمن، والذي يؤكد باستمرار عدم التخلي عن غزة، بل والدخول في مواجهات أكبر، ومن المستبعد أن تكون الضربات المقبلة على عصب اقتصاد العدو وأهم منشآته الحيوية والاستراتيجية، والتي لو حدثت فإنها ستشكل عامل ضغط قوي وستجبر العدو الإسرائيلي على التراجع وإيقاف همجيته في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *