حبر على ورق

حبر على ورق 456

بقلم غسان عبد الله

درس في التأريخ

أطرقَ مدرسُ التاريخِ العجوزُ ماسحاً غبارَ المعاركِ والطباشير عن نظارتيه ثم أبتسمَ لتلاميذهِ الصغارِ بمرارةٍ: ما أجحدَ قلبَ التاريخِ.. أكلّ هذا العمر الجميل الذي سفحتُهُ على أوراقِهِ المصفرةِ وسوف لا يذكرني بسطرٍ واحدٍ؟!.

ثورة

كلُّ ثورةٍ ضد جورٍ أو فقر أو جوعٍ.. تنتهي باعتقال مشعليها.. وكلُّ هذه الثورات التي قام بها البحرُ.. لم يعتقله أحد؟!.

البحث عن الوطن

لكثرة ما جاب منافي العالم كان يمرّ منحنياً.. كمن يتأبط وطناً.. وكلما كتب رسالة إلى الوطن أعادها إليه ساعي البريد لخطأ في العنوان!.

مواطنٌ عربي

أنا مأزومٌ!!.. ومأذونٌ!!.. وما دونيَ دوني!!.. دوّنوني في السِّجلات على “مسوَّدةٍ” وامسحوني.. أطرِقوا بالفكر أعواماً.. وضيعوا.. والتقوني.. أنا بين البين والبينين مشغولٌ ببينِ.. حلمي ينضج في محرقة الدهر.. وروحي تجتبيني.. وأنا أعبر محمولاً على كفِّ سنيني.. جسداً ينسال كالدمعة.. من عينٍ لعينِ.. ودماً يحمل تاريخاً من اليقظة والنوم..‏ وجيشاً من حنينِ!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *