عبرة الكلمات 456
محياكَ
(إلى سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله)
محيَّاكَ مولى الروحِ.. سحابةٌ تختزنُ الحبَّ والمطر.. يمنعها الحياء من الهطول.. وأنا قبيلةٌ من العذابِ.. أنشدُ الحب وأتوق للمطر.
جنوني
عبقٌ يكتبني في دفتر الشوقِ أما يكفيك أن تقرأني سطراً.. وتمحوني فما أذهل إلا عن مدارات فتوني.. ذاهلاً أسحب أنفاسيَ من أنفاس روحي حين لا أنفكُّ أصطاد بعينيَّ عصافيرَ الرؤى من غابة الصمتِ.. وأجتاز براري اللونِ فلا يعرفني إلا جنوني!.
أيها المشتاق
مطرٌ يهمي على الزيتون، والصمتُ بذارْ.. أيها المشتاقُ، هل في البال يمٌّ أم يَمامْ؟!.. أيها الطائر أخبرني أقمحاً في حقول الغيب تلقى أم غمامْ؟!!.. كلما ضجّ الأسى داخلَ عشبٍ ذَبلَ العشُّ وطارتْ كلُّ أسرابِ الكلامْ.
زهور السلام
غداً.. يا صغيري إذا ما كبرتَ وشاهدتَ قبحَ المرايا يطارد يومَكْ.. وراحتْ تقوِّض فوضى المدينةِ حلْمَكْ فلا تبتئسْ.. أرسلِ الطرفَ صوبَ النجوم.. وطوّفْ بعينيكَ قل باعتدادٍ كبيرْ: “أبي عاش حيَّ الضميرْ.. يوزع أنفاسَهُ في تتبّعِ لحنِ السواقي.. يتوق لحبٍ يضمّ البلاد.. ويمهرُ ذاتَهْ شموعاً بدرب الظلام.. وفوق زهور السلام يذيب حياتَهْ.
شقاء
إلى أينَ تمضي؟!.. إلى أي حزنٍ ستبقى تدورْ.. تفتّش في الطرقاتِ.. تقلِّبُ تحتَ الصخورْ؟!.. عن الشمس.. عن خضرةٍ؟!.. عن بلاد؟!.. وعن وطنٍ يحتويكَ بملءِ المدى؟!.. ستشقى كثيراً.. وسوف تحبّ الشقاءَ الذي فيه تحيا النشورا.
رتابةٌ وضجر
أنا موجةٌ تهوى انطلاقَ القاعِ من إيقاعِهِ.. أنا شهقةُ الوردِ الخبيئةُ تعشق الآفاقَ تمزجُ عطرَها بفضائها لتبدِّدَ الحزنَ الرجيمَ لعالمٍ يهوي على صخرِ الرتابةِ والضجرْ.. أنا لا أفتّشُ عن مدائنَ في ركامِ الرملِ تنكر للنجومِ ضياءَها كلُّ المدائنِ حين تهمل شاعراً من كل إحساسٍ تطلِّقها الحجارةُ والطريقْ.