القوات ترفض الحوار كمدخل لملء الفراغ الرئاسي وحراك اللجنة الخماسية المرتقب مصيره الفشل
بقلم محمد الضيقة
رسّخت عملية الرد التي نفذتها المقاومة ثأراً لدماء القائد فؤاد شكر استراتيجيةً جديدة للردع، حيث رسم سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الذي أعقب عملية الرد الخطوط الحمراء أمام العدو الصهيوني..
ودعا سماحته المواطنين إلى ممارسة حياتهم وأعمالهم بشكل طبيعي لأن المقاومة تملك من القدرة والوسائل لردع هذا العدو، وكما يبدو أن دعوة سماحة السيد نصر الله حرّكت بعد فترة ركود طويلة قوى دولية وإقليمية لتجديد تحركهم من أجل ملء الفراغ الرئاسي وخصوصاً باريس واللجنة الخماسية.
أوساط سياسية متابعة أوضحت أن تجديد الرئيس بري دعوته للحوار في المجلس النيابي لتأمين انتخاب رئيسٍ للجمهورية قد حرّك أعضاء اللجنة الخماسية المعنية بملء الفراغ الرئاسي، حيث وجدت في دعوة الرئيس بري فرصة جديدة لإعادة تحريك هذا الملف، خصوصاً بعد خطاب السيد حسن نصر الله الهادئ بشأن الوضع الداخلي اللبناني، إلا أن الأوساط ذاتها أشارت إلى أن أعضاء هذه اللجنة قد غاب عنهم ما ثبته سماحته لجهة استمرار جبهة الإسناد في جنوبي لبنان ما دام الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على غزة.
وأضافت الأوساط أن اللافت كان موقف رئيس القوات سمير جعجع الذي كرر اسطوانته “أن لا حوار قبل ملء الفراغ الرئاسي” وهذا يعني أنه بين دعوتي الرئيس بري للحوار كمدخل لحل الأزمة الرئاسية ورفض جعجع لهذا الخيار تبدو الساحة واسعة جداً ولا يمكن تقليصها سواء بحوار مباشر أو عبر وسطاء محليين أو سفراء اللجنة الخماسية.
وتضيف الأوساط أن ردود الفعل على مواقف جعجع من قوى سياسية داخلية حدّدت أبعاد المواقف التي روّجت القوات اللبنانية على إطلاقها، وكما يبدو – توضح هذه الأوساط – أن جعجع ينتظر ما ستسفر عنه المواجهات الدائرة سواء تلك التي تجري في قطاع غزة أو على الجبهة اللبنانية، ظناً منه أن العدو الصهيوني سينتصر فيها وسيتمكن هذا العدو من توجيه ضربة للمقاومة في لبنان تضعف حزب الله وتفرض عليه التخلي عن مرشحه سليمان فرنجية.
واعتبرت الأوساط أن هذا الرهان لدى القوات بات واضحاً ولا يحتاج إلى أي دليل، فهم يصرحون علناً وإن بطريقة غير مباشرة عن رهانهم على الكيان الصهيوني وعلى بعض القوى الدولية والإقليمية، لافتة إلى أن هذا الخيار كما كل خيارات جعجع سيفشل، ومن يتابع ما يحصل داخل الكيان الصهيوني من انهيارات اجتماعية واقتصادية وأمنية وحتى عسكرية يتأكد من أن محور المقاومة سينتصر في هذه المواجهة وسيؤسس هذا الانتصار لمرحلة جديدة عنوانها – ولو بعد حين – إزالة هذا الكيان وكنسه من المنطقة.
وختمت الأوساط، أن الحراك الدولي والإقليمي سيتواصل وستشهد العاصمة اللبنانية زيارات لمسؤولين من الإقليم ومن باريس، إلا أن المواقف التي صدرت بعد كلمة الرئيس بري أظهرت أن فرص التلاقي المباشر بين المكونات السياسية اللبنانية غير ممكنة ما دام كل فريق متمسك بثوابته وبالتالي تؤكد هذه الأوساط أن استحقاق ملء الفراغ الرئاسي أمام خيارين، إما بقاء طريق القصر الجمهوري غير سالكة أو أن المطلوب تدخل خارجي يستطيع أن يقرب بين وجهات النظر المتباعدة والمصرة على عدم الاتفاق لأكثر من سبب، إما بداعي الاختلاف على اسم المرشح، أو لأن الظروف الدولية والإقليمية غير مهيأة لوضع قطار الحل على السكة، وكما يبدو أن الخيار الثاني هو الصواب، فالكل ينتظر نتائج المواجهات الدائرة في الإقليم والبعض ينتظر نتائج الانتخابات الأمريكية علّها تجلب له المنَّ والسلوى كما يحلم جعجع وغيره في لبنان!.