فضاءات فكرية

الترجمة السياسية لشعار: “الصراع القائم هو صراع بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية”

بقلم: الشيخ د. حسان عبد الله / رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين

قال سماحةُ الإمامِ القائدِ على منصّة(x)[1] المعركةُ بين الجبهةِ الحسينيةِ والجبهةِ اليزيديةِ هي معركةٌ مستمرةٌ، وقد حدّدَ الإمامُ الحسين(ع) ماهيةَ هذه المعركةِ وهدَفَها قائلاً: “إن رسولَ الله صلى الله عليهِ وآله قالَ من رأى سلطاناً جائراً” فالقضيةُ قضيةُ الظلمِ والجُورِ، والجبهةُ الحسينيةُ تقاومُ الجبهةَ اليزيديةَ أي جبهةَ الظلمِ والجور، هذه التغريدةُ استغلّتْها مواقعُ الفتنةِ والذبابُ الالكتروني التي تترصّدُ بالأمةِ السوءَ لكي توحي وكأنَّ الإمامَ الخامنئي (دام ظله) أرادَ من خلالِ حديثه عن  الجبهةِ اليزيديةِ النيلَ من أهلِ السنةِ والجماعة، وأنه قد كشفَ عن نيّتهِ الحقيقيةِ التي يحاولُ أن يخفيها منذُ بدايةِ الثورةِ الإسلاميةِ في إيران، وهم بذلكَ قد تصيدوا في ماءٍ عكرٍ ولم يُفلحوا لا في المسِّ بسماحةِ الإمامِ السيدِ القائدِ ولا في بعثِ الفتنةِ المذهبيةِ بين السنةِ والشيعة، لأنهم أخطأوا الرِّهانَ، إن تغريدةَ الإمامِ، تغريدةٌ هادفةٌ واضحةٌ وضوحَ الشمس، هي تريدُ أن تقولَ إن الصراعَ هو صراعٌ بين الحقِّ والباطلِ، والحقُّ في هذا المجالِ لا يمكنُ أن يكونَ في جبهةِ يزيد، وإنما هو في جبهةِ الحسين، والباطلُ قطعاً هو في جبهةِ يزيد، ونحن كنا قد حذّرنا منذُ بدايةِ طوفانِ الاقصى إلى أنه من المتوقعِ بعد انتصارِ السابعِ من تشرينَ الأول الذي دمّرَ عنفوانَ الكيانِ الصهيونيِّ ومَنْ وراءَه من الأجهزةِ المخابراتيةِ أنه لن يسكتَ على الهزيمةِ، وخصوصاً تلك الهزيمةُ التي أذاقَتْهُ إياها مجموعةٌ صغيرةٌ في منطقهٍ صغيرةٍ اسمها غزة. وجعلتِ الكيانَ الصهيونيَّ لا يستطيعُ أن يرمّم من سمعةِ جيشهِ ومن سمعةِ كيانِهِ ومهما حاولتِ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ أن تعطيهِ من مساعداتٍ وأن ترسلَ له من أسلحةٍ وأن تقفَ إلى جانبِ ظلمِهِ، كلُّ ذلك لا ينفعُ فلا يوجدُ رجالٌ يحملونَ السلاحَ ولا يوجدُ لديهم معنويات. الحريديم يهدّدونَ أنه إذا كنتم تريدونَ تجنيدَنا سنسافرُ ونهاجر، المعلوماتُ الأكيدةُ عن إعلامِ الكيانِ الصهيونيِّ أن هناك أكثرَ من خمسمائةِ ألفٍ بل قيلَ إن هناك مليونَ صهيونيٍّ سيهاجرون، نعم هؤلاءِ بدأوا يهربون، ما هو المتوقعُ بعد الانتصارِ وتحقُّقِ الهزيمةِ للكيانِ الصهيوني؟.

الفتنةُ وأدواتها

نحنُ في تجمعِ العلماءِ المسلمينَ منذُ بدايِة هذه المعركةِ ونحن نمتلكُ خبرةً عاليةً في فهمِ مخططاتِ العدوِّ خصوصاً فيما يتعلّقُ في الفتنةِ، قلنا إننا نعتقدُ أن الصهيونيَّ كما لجأ إلى الفتنةِ بعد انتصارِ العام 2000 فقامَ باغتيالِ الرئيسِ الشهيدِ رفيق الحريري لكي يضيّعَ الانتصارَ ويُدخِلّنا في الفتنة، وكما لجأ بعد انتصارِ العام 2006 إلى اختراعِ داعشَ صنيعةِ الاستكبارِ العالميِّ والمخابراتِ الصهيونيةِ سيلجأُ إلى الفتنة بعد هزيمتِهِ في عمليةِ طوفانِ الأقصى، وهذه ليستْ نظرياتٍ أنتم سمعتمْ هذا الداعيةَ الإسلاميَّ الذي قالَ لأبي عبيدة :”يا أبا عبيدةَ قاتلْ بالسّنُن جاهدْ بالسنّنِ وأما فلسطينُ وقصةُ فلسطين فأتركها لولاةِ الأمر”، مصيبةٌ أن تضعَ فلسطينَ أمانةً عند محمد بن سلمان، فإن ذلك سيُنتجُ ضياعَ الأمانةِ كلِّها، أنا لا أتحدثُ عن واقع سيحصلُ وإنما أتحدّثُ عن أمورٍ حصلتْ وتحصلُ، ولاةُ الأمورِ هؤلاء باعوا القضيةَ وطبعّوا مع العدوِّ الصهيوني.

وهذه الفتنةُ أيضاً نراها في تفجيرِ كرمان، حيث ذهبَ مئاتُ من الشهداءِ في إيرانَ على أساسِ أن السنّةَ قتلوا الشيعةَ “ويا لثارات الشيعة”، الحمدُ لله نحن لدينا قيادةٌ واعيةٌ في الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانية، اعتبرتْ أن هذه الجريمةَ صنيعةٌ صهيونيةٌ أمريكية، وهذا يجبُ أن ننتبِهَ إليه، في تفجيرِ كرمان كان الهدفُ قيامَ العدوِّ التكفيريِّ بمؤازرةٍ من العدوّ الصهيونيِّ في هذه الجريمةِ من أجلِ خَلْقِ فتنةٍ بين أطرافِ الأمةِ كلِّها، خَلْقِ الفتنةِ بين السّنةِ والشيعةِ أو بين الفرسِ والعرب، وخسئوا ولنْ يحصَلوا على هذه النتيجة، لذلك فإن المطلوبَ هو الوحدةُ في مواجهةِ الفتنة، وما حصلَ فيما بعدَ تغريدةِ الإمامِ السيدِ القائدِ لن يُفلِحَ في بثِّ الفتنةِ ولن يفلحَ في الإساءةِ إلى الرموزِ الإسلاميةِ الكبرى كسماحةِ الإمامِ السيدِ القائد، وهو قال في تكملة التغريدة: “تأخُذُ المعركةُ بين الجبهةِ الحسينيةِ والجبهةِ اليزيديةِ أشكالاً مختلفةً، ففي عصرِ السيوفِ والرماحِ لها شكلُها الخاصُّ وفي عصرِ الذرةِ والذكاءِ الاصطناعيِّ لها شكلٌ آخرٌ وفي عصرِ الدعايةِ والإعلامِ عَبْرَ الشعرِ والبيانِ والكلامِ لها شكلٌ أيضاً، وفي عصرِ الانترنتِّ والكوانتُم وما إلى ذلكَ لها شكلٌ مختلف، حدّدَ الإمامُ الحسينِ(ع) أثناءَ خروجِهِ إلى  كربلاءَ هدَفَ الجبهةِ الحسينيةٍ ألا وهوً الجهادُ ضدَّ الظلمِ، فبمُقابلِ هذهِ الجبهةِ  تقفُ جبهةُ الجورِ والظلمِ ونكثِ العهدِ الإلهيِّ، إنكم ترونَ هذه المواجهةَ في العالمِ “إني سِلْمٌ لمن سالمَكُم وحربٌ لمن حارَبَكُم إلى  يومِ القيامة” المعركةُ بين الجبهةِ الحسينيةِ والجبهةِ اليزيدية مستمرةٌ ولا نهايةَ لها”[2].

الصراع هو بين الحق والباطل

لذلكَ فإن الإمامَ القائدَ كان واضحاً عندما أراد أن يُثْبِتَ أن المواجهةَ بين الجبهةِ الحسينيةِ والجبهةِ اليزيديةِ التي هي معركةٌ مستمرةٌ من الأزَلِ ولا دخلَ للمذهبيةِ في هذا الصراعِ الدائمِ بين الحقِّ والباطلِ وبينَ الجَورِ والعدالة.

ولعلَّ الذي أرادَ أن ينسِبَ يزيدَ إلى أهلِ السّنةِ أساءَ إلى أهل السّنة، فأهلُ السّنةِ والجماعةِ هم مع الحسينِ (ع) أهلُ السّنةِ والجماعةِ لا يمكنُ أن يكونوا مع الظلمِ ولا يمكنُ أن يكونوا مع الجَورِ ولا يمكنُ أن يكونوا مع يزيد.

 يزيدُ في ثلاثِ سنوات، السنةِ الأولى في العام 61 للهجرةِ قتلَ ابن بنتِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلّم الإمامَ الحسين عليه السلام، وقتلَ مَنْ معَهُ من صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأولادِ رسولِ الله، وسبى النساءَ المسلماتِ العفيفاتِ الطاهراتِ الزينبياتِ وسبى الأطفالَ وقطعَ الرؤوسَ وسارَ بهم في البلدانِ.. هذه السنةُ الأولى، وفي العام 63 للهجرة قامَ بارتكابِ وقعةِ الحَرّة التي كانتْ بين أهلِ المدينةِ من طرفٍ ويزيدِ بنِ معاويةَ والأمويين من طرفٍ آخر، والسببُ أن أهلَ المدينةِ بعدما رَأَوْا ما حصلَ مع الإمامِ الحسينِ عليه السلام نقضوا بيعةَ يزيدٍ بن معاويةَ وطردوا والي يزيدٍ على المدينةِ عثمانَ بنُ محمد بن أبي سفيان ومن معه، فأرسَلَ على إثْرِهِم يزيدَ جيشاً من الشامِ أمَّرَ عليهم مسلمَ بنَ عقبة الذي لُقِّبَ بعد ما فَعَلَهُ في وقعةِ الحَرّة باسمِ مسرف، قام مسرفُ بن عقبةَ بإباحةِ المدينةِ لجيشهِ لمدةِ ثلاثةِ أيام، يقتلونَ الناس ويأخذونَ المتاعَ والأموالَ حتى قيلَ إن المئاتِ من النساءِ حَمِلْنَ سِفاحاً، هذه المنطقةُ التي هي الحرّة كانت كما قال يعقوبُ بْنُ سفيانَ حدثني إبراهيمُ بنُ المنذر، حدثني ابنُ فليحٍ عن أبيهٍ عن أيوبَ بن عبدِ الرحمنِ عن أيوبَ بنِ بشيرٍ المعافريّ قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “خَرَجَ في سَفَرٍ من أسفَارِه، فلما مرَّ بحَرّة زهرة وقفَ فاسترجعَ فساءَ ذلك مَنْ معهُ وظنّوا أن ذلكَ من أمرِ سَفَرِهم، فقال عمرُ بنُ الخطابِ يا رسولَ الله ما الذي رأيت؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أَمَا إنّ ذلك ليس من سفَرِكم هذا؟ قالوا فما هو يا رسولَ الله؟ قالَ يُقتلُ بهذهِ الحرةِ خيارُ أمتي بعدَ أصحابي” يُقتلُ خيارُ أمتي بعد اصحابي[3]، أيُعقلُ أن يكونَ القاتلُ رمزاً من رموزِ السّنةِ أمْ أنَّ المقتولينَ هم رموزُ أهلِ السّنةِ خيارِ أمةِ رسولِ الله بعدَ أصحابِ رسولِ الله؟ وفي السنةِ الثالثةِ في عام 64 للهجرة، امتنعَ عن مبايعةِ يزيدٍ عددٌ من الصحابةِ منهم عبدُ الله بنُ الزُّبَير وقد بعثَ يزيدٌ إلى واليهِ على المدينةِ حتى يأخذَ مَنْ لم يبايعْ أخذاً شديداً إلا أنّ عبدَ الله بنَ الزبيرِ أصرَّ على موقِفِهِ ولاذَ في الحرمِ فقامَ جيشُ يزيدٍ بنِ معاويةَ برمي الكعبةِ بالمنجنيقِ ثلاثَ سنوات، قتلَ ابنَ بنتِ رسولِ الله الإمامَ الحسينِ عليه السلام، الذي قال عنه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم “حسينٌ مني وأنا من حسين”[4] كيف يمكنُ أن تكونَ في جبهةِ يزيدٍ وتكونَ من أهلِ السنةِ والجماعة؟! إذا كانَ رسولُ الله(ص) هو مِنْ حسينٍ(ع) فإذاً إن أولَ شيءٍ يُرَدُّ فيه على هؤلاءِ الذينَ أرادوا الفتنةَ أنهم أساؤوا لأهلِ السّنةِ والجماعةِ عندما نَسَبُوهم إلى يزيدٍ ولم ينسِبُوهم إلى الإمامِ الحسين (ع) وهذا خطأٌ كبيرٌ وأهلُ السّنةِ والجماعةِ كما قلنا همْ في جبهةِ الإمامِ الحسينِ ومعَ الإمامِ الحسين(ع)، أما أنهم يريدونَ النيلَ من إيرانَ ومن سماحةِ السيدِ القائدِ الإمامِ الخامنئي دام ظلُّه من خلالِ هذا الهجومِ المركّزِ من قِبَلِ منصاتِ الفتنةِ ومن قِبَلِ المنصاتِ الاستخباراتيةِ ومن قِبَلِ الذبابِ الالكترونيِّ فإنهم لن يُفلحوا في ذلك، أولاً لأنّ كلَّ العالمِ يعرفُ ما هي الجمهوريةُ الإسلاميةُ في إيران.

إيران والقضية الفلسطينية

واحدةٌ من أهمِّ إنجازاتِ الجمهوريةُ الإسلاميةُ في إيران والتي بعدْ انتصارِها هي أنها تَبنّت قضيةَ فلسطين وما زالتْ تدافعُ عن قضيةِ فلسطينَ إلى يومِنا هذا وتتحمّلُ كلَّ الحصارِ الأمريكيِّ الاستكباريِّ العالميِّ وتتحملُ كلَّ الضغوطِ التي تُمَارَسُ عليها من أجلِ نُصرةِ قضيةِ فلسطين.

 والأمرُ الثاني، هي صاحبةُ شعارِ “يا أيها المسلمون اتّحدوا” وهي التي دَعتْ إلى جعلِ الأسبوعِ الممتدِّ من 12 من ربيعٍ الأول إلى 17 من ربيعٍ الأول أسبوعاً للوحدةِ الإسلامية، كي يتحولَ الاختلافُ على تاريخِ ولادةِ رسولِ الله (ص) سبباً للاجتماعِ وجَعَلَ الاحتفالَ يمتدُّ لمدةِ أسبوعٍ بدلاً من أن يكونَ سبباً للخلاف، فكان أسبوعُ الوحدةِ الإسلاميةِ الذي أطلَقَهُ الإمامُ الخميني (قَدّسَ الله سرّهُ الشريف) إلى يومِنا هذا، إن هذِهِ الثورةَ لم تعملْ يوماً من أجلِ أن تكونَ هناك فتنةٌ بين المسلمين، بل سعتْ من أجلِ وحدةِ المسلمين، وهناك شواهدُ كثيرةٌ يضيقُ المجالُ عن بحثها، أما النيلُ من الإمامِ الخامنئي(دام ظله) فلا يمكنُ ذلك وهو صاحبُ الفتوى الشهيرةِ التي يقولُ فيها (يحرُمُ النيلُ من رموزِ إخواننِا السُّنةِ فضلاً عن إتهامِ زوجاتِ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بما يُخِلُّ بشرفِها، بل هذا الأمرُ ممتنعٌ على نساءِ الأنبياءِ وخصوصاً سيدُّهم الرسولُ الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم).

ويقول: “يقومُ السنةُ والشيعةُ كلٌّ على حِدةٍ بإحياءِ احتفالاتهمُ الدينيةِ، آدابِهم وعاداتِهم وتأديةِ مسئولياتهم الدينيةِ وعليهم القيامُ بذلكَ ولكنَّ الخطَّ الأحمرَ هو أنه لا يُسمحُ وبشكلٍ حاسمٍ بأن تصدُرَ إهاناتٌ للمقدسات، إن كانت صادرةً عن بعضِ أفرادِ الشيعةِ نتيجةَ الغفلة، أو عن بعضِ أهل السُّنةِ كالسلفيينَ وأمثالهِم نتيجةَ الغفلةِ أيضاً، كلُ الطرفينِ ينبذُ الآخرَ هذا تماماً ما يبتغيه العدو”، ويقول سماحتُه لدى لقائهِ ضيوفَ مؤتمرِ الوحدةِ الاسلاميةِ الثامنِ والعشرين “الأهمُّ وما هو بالدرجةِ الأولى من الأولويةِ للعالمِ الاسلاميِّ يتمثلُ في الوحدة، نحن المسلمين ابتعدنا عن بعضنا كثيراً لقد كانَ للسياساتِ في هذا المضمارِ للأسفِ مساعٍ موفقةٌ في الفصلِ بين المسلمينَ وتفريقِ قلوبِ الجماعاتِ المسلمةِ بعضِها عن البعض، نحتاجُ اليومَ إلى الوحدة”، ويقول أيضاً لضيوفِ مؤتمرِ الوحدةِ الإسلاميةِ الذي عُقِدَ في العام 2021 “اتحادُ المسلمينَ ليس أمراً تكتيكياً بحيث يتصورُ البعضُ أن علينا أن نتّحِدَ معاً لأجلِ ظروفٍ معينة، لا هو أمرٌ أصوليٌّ سوف يتآزرُ المسلمون إذا اتحدوا وسيصبحونَ جميعاً أقوياءَ وعندما يكونُ هذا التآزرُ فإن أولئكَ الذين يميلونَ إلى التعاملِ مع غير المسلمينَ أيضاً، ولا مانعَ في هذا الأمرِ سيدخلونَ في هذهِ المعاملةِ بيدٍ مملوءة”.

إذاً نحن نتحدثُ عن إمامٍ واضحٍ في توجُّهاتِهِ السياسيةِ والدينيةِ، واضحٍ فيما يقولُ نحن لسنا ضعفاءَ لكي نلجأَ إلى التقيةِ لكي نُخفي خلافَ ما نُظهِرُ نحن في زمنٍ قالَ عنه الإمامُ الخمينيُّ (قدس الله سره الشريف) ولّى زمنُ التقية، لذلك نحنُ عندما نتحدثُ عن موضوعِ الجبهةِ اليزيديةِ والجبهةِ الحسينيةِ فإننا نتحدثُ عن قضيةٍ واضحٍة مبدئيةٍ، لا يمكنُ أن تنطلقَ من حساباتٍ سياسيةٍ ضيقةٍ بل تنطلقُ من مبادئَ إسلاميةٍ واضحة، العنوانُ فيها واضحٌ والتفصيلُ فيها واضح.

علاقة غزة بكربلاء

قد يسألُ البعضُ ما علاقةُ غزّةَ بكربلاء؟ لماذا تربطونَ اليومَ ما حصلَ في غزّةَ مع ما حصلَ في كربلاء؟ هناكَ من يحاولُ أن يجعلَ هذه الحادثةَ مختصةً بالشيعةِ ومختصةً بظروفٍ وأفكارٍ نمطيةٍ اعتدنا عليها من دونِ أن نعطيها معناها الحقيقيَّ الذي أرادَهُ لها الإمامُ الحسينُ عليه السلام ولكي أقرّبَ الفكرةَ أكثرَ لا بدّ من الاستماعِ إلى الإمامِ نفسِهِ ماذا يقولُ عن ثورتِهِ وكيفّ تعاطى مع الأحداثِ في ذلك الزمان. يقولُ الإمامُ الحسينُ عليه السلامُ في أحدِ النصوصِ المنسوبةِ إليه: “آلا ترونَ إلى الحقِّ لا يُعملُ به وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنهُ ليرغبَ المؤمنُ في لقاءِ ربهِ حقاً حقاً فإني لا أرى الموتَ إلا سعادةً والحياةَ مع الظالمينَ إلا بَرَمَا”[5]، هنا نرى أن الإمامَ الحسين عليه السلام اعتبرَ أن الصراعَ الذي سيخوضُهُ ليس مجرَّدَ صراعٍ على السلطةِ وليس مطالَبةً بأحقيةٍ له في خلافةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم، مع أنَّ كلَّ هذا من المسلّماتِ ولكن أرادَ أن يعطي للأمرِ المغزى الحقيقيَّ والمعنى الحقيقي، فالمهمُ لأيِّ دولةٍ كي تكونَ دولةً مقبولةً أن تكونَ دولةَ حقٍّ وأن تكونَ دولةَ عدلٍ وإذا كانتِ الدولةُ دولةَ باطلٍ ودولةَ ظلمٍ فلا يجوزُ أن نسكتَ عنها وتتحولَّ الحياةُ معها إلى بَرَمٍ، يعني أقصى حالاتِ التعاسة، بحيثُ يفضِّلُ الإنسانُ في تلك الحالةِ أن يموتَ أو أن يُستَشْهدَ في سبيلِ إحقاقِ الحقِّ وإعلاءِ كلمةِ الحقِّ على أن يعيشَ حياةَ الذُّل. “ألا إني لا أرى الموتَ إلا سعادةً والحياةَ مع الظالمينَ إلا بَرَمَا”. إذاً أراد الإمامُ الحسينُ عليه السلام من هذهِ الثورةِ أن يجعلَها أمراً يختصرُ المكانَ والزمانَ والفكرةَ بحيثُ يتحولُ كلُّ مكانٍ كربلاءَ وكلُّ زمانٍ عاشوراء، وفي كلِّ صراعٍ بين الحقِّ والباطلِ هناكَ حسينٌ وهناك يزيدٌ وهذا ما أرادَهُ الإمامُ الحسينُ عليه السلام، وإذا رجِعنا إلى العاشرِ من المحرّمِ حيثُ وَقَفَ الإمامُ الحسينُ عليه السلامُ وحيداً وكان أهلُ بيتهِ مستشهدين وكلُّ أصحابهِ مستشهدين ولا يوجدُ أحدٌ سواه، لماذا بدأ يقولُ ألا من ناصرٍ ينصرني، ألا من ذابٍّ يذُبُّ عني؟ فهو مع مَنْ يتكلّم؟ معَ أصحابهِ وأهلِ بيتهِ المستشهدينَ أم مع أولئكَ القومِ الذين أبلغَ بوعظِهم ولم يتعظوا؟ إنه لم يكنْ يتحدثُ مع هؤلاءِ ولا مع أولئكَ، وإنما كانَ يتحدثُ مع كلِّ الأممِ التي ستأتي إلى يومِ القيامة، إنه في كلِّ زمانٍ وفي كلِّ مكانٍ يكونُ هناكَ صراعٌ بين الحقِّ والباطل، فهناكَ حسينٌ وهناك يزيد، يعني هناكَ جبهةٌ حسينيةٌ وهناك جبهةٌ يزيديةٌ في كلِّ مكانٍ يكون فيه صراعٌ بين الحقِّ والباطلِ، لذلك ليس عبثاً عندما تخوضُ المقاومةُ الإسلاميةُ حرباً مع العدوِّ وعندما يصرخُ المجاهدونَ لبيكَ يا حسين فهم لا يلبّونَ الحسينَ الآنَ وحسبُ بل هم يلبّونَ نداءَ “ألا من ناصرٍ ينصرني”، يعني يا حسينُ نحن في كربلاءِ الجنوبِ نلبّي نداءَكَ يومَ العاشرِ منَ المحرمِ، نحن في كربلاءَ غزّة َنلبي نداءكَ يومَ العاشرِ من المحرم، تقولونَ غزّةَ كربلاء!.. نعم غزةُ كربلاء، نحنُ عندما نرى في غزةَ أن الناس ينزحونَ إلى خيمٍ، عندما نرى الرؤوسَ المقطّعةَ، عندما نرى الأجسادَ المقطّعة، عندما نرى الشبابَ مفقودي الأثرِ أليستْ هذه كربلاءَ جديدةً؟ اسمعوا يحيى السنوار أرسل له المفاوضونَ من حماس أن الاسرائيلي يضيّقُ كثيراً علينا بالشروطِ ونحن كلُّ الهّم الذي نحمِلُهُ همُّكم، فإذا أنتم ترونَ أنه إنْ كانَ يوجدُ مجالٌ أن نتنازلَ قليلاً فنحنُ لدينا استعدادٌ أن نمرِّر بعضَ الأمور، نقبلُ مثلاً بوقفِ إطلاقِ النار ولكن ليس دائماً وشاملاً ومستمراً وهذا ما يريده نتنياهو. ماذا ردّ عليهمُ السنوار؟ قال إن لم يكنْ نصراً واضحاً فلتكنْ كربلاءَ جديدة، هذا نداءُ الإمامِ الحسينِ عليه السلام، الإمامُ الحسين إمامُ حقٍّ ليسَ للشيعةِ ولا للسنةِ ولا للمسلمين، هو للإنسانيةِ عامةً لكلِّ الإنسانية، ومن أرادَ أن يُقزّمَ الإمامَ الحسينَ عليه السلام وهو العظيمُ والعملاقُ الكبيرُ لطائفةٍ أو لمذهبٍ فهو لا يعرفُ الإمامَ الحسين عليه السلام حقَّ المعرفةِ بل لا يعرِفُهُ بالمطلق. لماذا استنكرتُم على الإمامِ الخامنئي أن يقولَ جبهةٌ حسينيةٌ وجبهةٌ ولم تستنكروا على يحيى السنوارِ أنه قالَ فلتكن كربلاءَ جديدة؟! لأن يحيى السنوار فِهِم أنها معركةٌ بين جبهةٍ حسينيةٍ وجبهةٍ يزيدية، ولكنكم أردتم أن تذهبوا بالأمرِ انطلاقاً من فمِ الإمامِ الخامنئي لتقولوا إنها تعبيرٌ عن حقدٍ على السنة، لأنه يتحدثُ عن عداوةٍ للجبهةِ اليزيديةِ وكأنّ الجبهةَ اليزيديةَ تمثلُ أهلَ السنة! وقد خسئتم، الإمامُ الخامنئي دامَ ظله الوارفُ قال في بداياتِ حربِ غزة “المسألةُ ليست مسألةَ غزة وإسرائيل، المسألةُ هي ساحةُ صراعٍ بين الحقِّ والباطلِ “ألا ترونَ إلى الحق لا يُعملُ به وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه” أترونَ المعاني كيف تتداعى، نفسَ المعاني، يجب أن نكونَ إخواناً، يجبُ أن نكونَ نحنُ السنةُ والشيعةُ جميعاً في الجبهةِ الحسينية، يجب أن نكونَ أتباعاً للإمام الحسينِ عليه السلام أملِ المستضعفينَ في العالم، لذلك نحن سنغيّرُ العالمَ بالجبهةِ الحسينيةِ وإذا قصّرنا بهذهِ النقطةِ فليس لنا علاقةٌ بالحسين (ع). اليومَ ما الذي يحرّكُ العالم؟ العالمُ يتحركُ كما رأيتم في المسيراتِ في أوروبا وأمريكا واستراليا وفي كلِّ العالم طبعاً إلا دولَ الخليجِ هؤلاءِ لا أعرفُ إن كان سيفتحُ الله على قلوبهم وعقولهم، ولعلّنا نستبشرُ خيراً بالشهيدِ الأردنيِّ ماهر الجازي الذي ارتفعَ بالأمسَ على معبرِ الكرامة، لذلك فالإمامُ الحسينُ تعامَلَ مع هكذا فئة. أتى الإمامُ الحسين (ع) إلى أمةٍ نائمةٍ مستسلمةٍ منهارةٍ وعملَ من أجلِ أن تقومَ هذه الأمةُ وتنهضَ، فقررَ أن يقدّمَ نفسَهُ، وكما قال الشاعر: (إن كان دينُ جدي لم يستقمْ إلا بقتلي فيا سيوفُ خذيني) الإمامُ الحسين (ع) ثارَ من أجلِ الإسلام، لذلك هو رمزٌ من رموزِ الإسلامِ وليس رمزاً من رموزِ المذهبِ فحسب.

لا حياد في الصراع

 اليوم لا حيادَ في الصراعِ بين الكيانِ الصهيونيِّ ومحورِ المقاومة، إما أنّكَ مع محورِ المقاومةِ وإما أنك مع الكيانِ الصهيوني، لا يوجدُ حيادٌ، والمعيّةُ هنا أن تكونَ معهم يعني أن تكونَ معهم بكلِّ المواقفِ تنزلُ إلى الساحاتِ تقاتل، لماذا هذا المتضامنُ لا أعلمُ إن كان لهُ دينٌ في أوروبا يتحركُ وأنتَ الذي في الأردن أو في السعودية أو في مصر والقائمةُ تطولُ لا تتحرك، لماذا أنتم نيامٌ؟ لماذا تعيشون َهذا الجوَّ التقاعسيَّ، لأنه لا توجدُ إرادةٌ لا يوجدُ إيمانٌ حقيقيٌّ، الإمام الحسين عليه السلام يقول: “من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحُرَمِ الله ناكثاً لعهدِه مخالفاً لسنةِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعملُ في عبادِ الله بالإثمِ والعدوان فلم يغيّرْ عليهِ بفعلٍ ولا قولٍ كان حقاً على الله أن يُدخِلَه مدخله”[6].

طبعاً الساكتُ عن الحقِّ شيطانٌ أخرسٌ والذي لا يقفُ بوجهِ الظالمِ، الله سيُدْخِلَهُ مدخلهُ. فهل الله ظالم؟ كلا طبعاً فالله أعدلُ العادلينَ لذا محى كلّ قومِ صالح، أنزلَ عليهمُ العذابَ من عندِه وأبادَهم كلَّهم، الإمامُ علي عليه السلام يقول: “إنما عاقرُ ناقةِ صالحٍ واحدٌ ولكنّ الله عمّهم بالعذابِ لمَا عمّوه بالرضا”[7]، الراضي بفعلِ قومٍ كان معهم، إذا لم تتحركْ مشاعركَ لهذهِ الرؤوسِ المقطّعةِ وهؤلاءِ الذين تُستباحُ بيوتهُم وتُدمّرُ ويهجَّرون، إذا لم تتحركْ عندكَ العصبيةُ الأخلاقيةُ والدينيةُ، والحميةُ الإسلاميةُ فلست من أتباعِ الإمامِ الحسينِ عليه السلام، كان يستطيعُ الإمامُ الحسين (ع) أن يقفَ ويقول أنا لا علاقةَ لي بالأمرِ كما قالَ له أخوهُ محمدُ بن الحنفيةِ أن يذهبَ إلى اليمنِ أو يبحثَ عن جبلٍ من الجبالِ يعيشُ فيها، كان سيرضى يزيدٌ طالما ليسَ هناك صراعٌ على السلطةِ ولكن الحسينَ عليه السلام لم يرضَ لأن عليهِ واجبُ التغيير، ونحن اليومَ إذا لم نغيّرِ الواقعَ الذي نعيشُ فيه فإن الله سوفَ يُدخلنا مدخلَ الظالمينَ وسوفَ يعاقبنا عقاباً شديداً حتى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حصلَ نفسُ الشيءِ كلما خرجَ رسولُ الله (ص) ومن معهُ للقتالِ قامَ بعضُ الناسِ بالتعذُّر بالأعذارِ كي لا يخرجوا مع رسولِ الله وأنزلَ فيهم الله عز وجل، القرآن يقول:﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ[8] يجبُ علينا أن نفهمَ مسألةً مهمةً جداً، اليوم نحنً نخوضُ صراعاً تاريخياً، صراعاً يتحددُ فيه مصيرُ العالمِ في المستقبل، نحنُ في النهايات. الصراعُ لذلك هو صراعٌ ضخمٌ وكبيرٌ لا تَعدُّوا الشهداءَ، إذا قلنا إننا نحنُ من أتباعِ الإمامِ الحسين عليه السلام، كلُّ من كانَ مع الإمامِ الحسينِ عليه السلام استُشْهِدَ فلا تَعدُّوا شهداءَ بل عدِّدُوا الإنجازات. نحن اليومَ نعملُ على تراكمِ الإنجازاتِ، والانجازاتُ التي تُوظَّفُ في عمليةِ الصراعِ مع العدوِّ الصهيوني وتتراكمُ من أجلِ المعركةِ الفاصلةِ التي باتتْ قريبةً وقريبةً جداً، هذا الكيانُ أيامهُ قليلةٌ وهو يتجهُ نحو الزوال، انتظروا لحظةً يأتي فيها أمرُ الله عبرَ وليِّ الله بأن نعبرَ إلى شمالِ فلسطينَ وسيكونُ النصرُ وليس بعيداً، لا تفكّروا أنه بعيد، لا تعتبروا أن بعد حوالي 400 شهيد الذين استُشهدوا في جنوبِ لبنان أنه ثمنٌ باهظٌ في سبيلِ تحريرِ فلسطينَ وفي سبيلِ إعلاءِ كلمةِ الله، وفي سبيلِ إعلاء محورِ المقاومة، وفي سبيلِ إعلاءِ رايةِ لا إله إلا الله محمد رسول الله، في كلِّ جنباتِ الأرضِ، هذا ثمنٌ بخسٌ مع كثيرٍ مما يقعُ في قلوبنِا من شهادتهم، هم أبطالٌ عظامٌ، لهم الفضلُ علينا إلى يومِ القيامة، فلا تفكّروا أبداً أن هذا أمرٌ يمكنُ أن يثنينا عن الاستمرارِ في المعركةِ، المعركةُ مستمرةٌ تأخذُ أنماطاً مختلفة، القرارُ بيدِ وليِّ الأمر الذي يأخذ القرار عند اللحظة المناسبة.

الآنَ المطلوبُ المشاغلةُ، نعملُ على المشاغلةِ وربما بالمستقبلِ المطلوبِ اتخاذُ قرارٍ بالقفزةِ، عندئذٍ نأخذُ القرارَ بالقفزةِ فوقَ السياجِ لكنَّ هذا أمرٌ توقيتُهُ وتقدِّرُهٌ القيادةٌ وليس نحن. نحن نتمناهٌ اليومَ قبلَ الغدِ ولكن هذا الأمرَ له علاقةٌ بالقيادة، انا أحببتُ أن أدخلَ من هذا الموضوعِ لشيءٍ له علاقةٌ بغزة، أننا كجزءٍ من الأمةِ نرى أن الأملَ باتَ قريباً وقريباً جداً، في أننا سنصلي في القدسِ بعد تحريرِ كاملِ فلسطين، التحريرِ الذي ابتدأَ بالعمليةِ الرائعِة “طوفان الأقصى” ونقولُ لقطعانِ المستوطنينَ الصهاينةِ فِرّوا انتمْ وعوائلُكُم من حيثُ أتيتم لأنّ المصيرَ الذي ستلقَوْنَهُ إن استمريّتم بالاحتلالِ سيكونُ القتل، وهذه هي الفرصةُ الاخيرةُ لكم، إن الله عز وجلّ دعانا إلى  نصرةِ المظلومِ وأيُّ ظلمٍ أكبرُ من الذي وقعَ على الشعبِ الفلسطينيِّ عندما أُخْرِجوا من ديارِهم بغيرِ حق؟ فيقول الله عز وجل: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾، فهذا أمرٌ إلهيٌّ، هُم أخرجونا من فلسطين، نحن تكليفُنا أن نخرِجَهم من حيثُ أخرجونا، هذا أمرُ الله، والفتنةُ أشدُّ من القتل، هذا كلامٌ إلهيٌّ، ما هو الربطُ بين وأخرِجُوهم من حيثُ أخرجُوكم والفتنةِ، أنتم تلاحظونَ أن أكثرَ شيءٍ يعملونَ عليهِ في موضوعِ ضربِ محورِ المقاومةِ هو الفتنةُ الآن وأكثرُ شيءٍ يُشغل عليهِ إضعافُ محورِ المقاومة بالفتنة، وخصوصاً الفتنةُ بين السنةِ والشيعة، انتبهوا أن تكونوا وقوداً للفتنة، العصبيةُ تجعلُ الإنسانَ يضيع، لذلك علينا أن نحافظَ على مجتمعِنا وعلى الوحدةِ الإسلامية. ومن هذا المنطلقِ أنطلقَ من أرادَ الإساءةَ للإمامِ الخامنئي من خلالِ بثِّ الفتنةِ إنما أرادَ ثَنْيَنا عن قتالِ أعداءِ اللهِ الصهاينةِ ولكنَّ هذه الفتنةَ لن تمرَّ والنصرُ حليفُنا بإذنِ اللهِ تعالى والحمدُ لله رب العالمين.


[1] موقع الإمام الخامنئي دام ظله على منصة (X)

[2] موقع الإمام الخامنئي دام ظله على منصة (X)

[3] البداية والنهاية، ابن كثير، الجزء التاسع ص 244

[4] الترمذي الحديث 3775

[5] بحار الأنوار العلامة المجلسي، ج 44، ص 381

[6] بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 44، ص 382

[7] ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 4، ص 3052

[8] سورة البقرة آية 191

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *