بعد اللقاء الفرنسي – السعودي الفراغ الرئاسي قائم والرياض ليست مستعدة للضغط على جعجع
بقلم محمد الضيقة
في انتظار الخارج وما قد ينتجه من حراك للجنة الخماسية بعد اللقاءات التي عقدها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع المستشار السعودي نزار العلولا، فإن المواجهات تستمر جنوباً حيث بدأت تأخذ في الأيام الأخيرة أبعاداً فيما لو استمر الكيان الصهيوني في التمادي من خلال عمليات عدوانه التي تستهدف المدنيين فإن المواجهات قد تتطور نحو معركة واسعة.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن أعضاء اللجنة قد يباشرون تحركاتهم واتصالاتهم مع القوى السياسية بداية الأسبوع المقبل، معتبرة ما صدر وما قد يصدر عن أعضائها لا يؤشر إلى أن الطريق باتت سالكة لملء الفراغ الرئاسي.
وأضافت أن استئناف أعضاء اللجنة نشاطهم، تم بناءً على قراءة للحدث الذي يدور في قطاع غزة ومن أن العدوان الصهيوني قد يستمر لفترة طويلة، لكن هذا لا يمنع حسبما رأت الأوساط في أبعاد تحرك اللجنة من العمل على تخفيف التوترات بين الأطراف السياسية اللبنانية خصوصاً أن هناك تقارير إعلامية أشارت إلى الاجتماع الذي جمع الموفد الفرنسي مع المسؤول السعودي كان إيجابياً ويمكن البناء عليه من أجل تبريد الساحة الداخلية فقط، أما البحث في مسألة ملء الفراغ الرئاسي فهو أمر مستبعد في المدى المنظور لأن الخلافات بين القوى السياسية ما زالت على حالها، فالقوات اللبنانية ما زالت ترفض منطق الحوار الذي تعتبره أغلب القوى السياسية هو السبيل الوحيد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الخطاب الأخير لسمير جعجع قد أحدث هزة خفيفة على الصعيد الداخلي وخصوصاً في الشارع المسيحي الذي ضاق ذرعاً بسياساته ومواقفه التي تصب الزيت على نار الخلافات.
وأشارت الأوساط إلى أن لا إيجابية مطلقة للّقاء السعودي – الفرنسي، مؤكدة أنه إن كان هناك جدية لقادة اللجنة الخماسية في التعاطي مع الملف اللبناني، على السعودية أن تضغط على حلفائها وخصوصاً القوات اللبنانية الطرف الوحيد الذي لا يزال يرفض الحوار، وهذا يؤكد إلى أن الرياض غير مستعدة وليست حاضرة لتسهيل حل الأزمة الرئاسية لأن قرارها رهنٌ بمواقف الإدارة الأمريكية التي سحبت يدها من الملف اللبناني، وأنهت مهمة مبعوثها آموس هوكشتاين.
واعتبرت الأوساط أن ما تضمنته بعض التقارير من إيجابية اللقاء السعودي – الفرنسي غير دقيق، خصوصاً أنه لم يتم ترجمته في مواقف الأحزاب والتيارات اللبنانية.
فالكل ثابت على مواقفه، وهذا يعني أن مهمة اللجنة الخماسية المرتقبة لن تعدو عن كونها سوى إجراء لقاءات هنا وهناك ومواقف تدعو إلى التفاهم والابتعاد عن التوتر ولن تقتصر مهمتها سوى على هذه التمنيات بانتظار ما ستؤول إليه المواجهات الدائرة في الإقليم، وبانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية وبانتظار الرد الإيراني المرتقب وتداعياته على الإقليم كله.