محليات

بعد فشل إسرائيل في كسر المقاومة حراكٌ فرنسي – أمريكي لإحراج حزب الله

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة أكدت أن العدو لم يصعِّد من عدوانه إلا بعد أن ضاق ذرعاً بحرب الاستنزاف التي خاضتها المقاومة خلال عامٍ وكبّدته خسائر فادحة في بنيته العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وأضافت الأوساط أن قيادة العدو وقفت خلال عام عاجزةً على الحدود الشمالية بين لبنان وفلسطين المحتلة وفشلت في حصر أضرار الجبهة الإسناد اللبنانية. عندها، وكما يبدو قررت الشروع في عدوانها الواسع والمجنون على لبنان لإظهار تفوقها الأمني والعسكري والتقني، وهذا ما ظهر جلياً عندما لجأت إلى تفجير أجهزة الاتصال ومن ثم قيامها بعمليات اغتيال القادة، حيث راهنت القيادة الصهيونية أنه وبعد هذا العدوان غير المسبوق في الصراع المفتوح مع المقاومة ستدب الفوضى في جسم المقاومة وتفقد القيادة السيطرة والتحكم، الأمر الذي يسمح للعدو بتحقيق خططه التي وضعها لإرباك المقاومة وهي التالية:

1- لقد راهن العدو على أن القصف الدموي والشامل لكل بيئة المقاومة سيؤدي إلى تهجير آلاف المواطنين من البيئة الحاضنة إلى كافة المناطق اللبنانية، الأمر الذي قد يخلق مشاكل بين المكونات الطائفية والمذهبية اللبنانية، إلا أن هذا الأمر لم يحصل وإنما حصل العكس حيث برز التضامن بين المكونات اللبنانية في أبهى صوره. حيث تم احتضان النازحين من كل المناطق من دون أن يحدث أي مشكلة كما توقع هذا العدو الغاشم.

2- لقد راهن العدو أيضاً على أن تلجأ القوى السياسية المعارضة إلى خيار الصدام مع حزب الله، الأمر الذي ينعكس إرباكاً خلال المواجهة، وهذا الأمر لم يحصل أيضاً.

تقول الأوساط إن العدو الصهيوني يعرف جيداً أنه لن يستطيع أن يحقق أي انتصار في هذا الصراع من خلال استخدام الهجمات الجوية، وعندما وجد أن المقاومة بقيت متماسكة ولم تحدث أي اضطرابات في الداخل، بدأ يتحدث عن أنه سيقوم بهجوم بري من أجل دفع مقاتلي المقاومة إلى شمالي نهر الليطاني.

وتقول الأوساط إنه لم ولن يتجرّأ على فعل ذلك لاعتبارات كثيرة وأن ما يحاول إشاعته هو من أجل تحريك حلفائه في واشنطن والغرب كما حصل. حيث تم اقتراح وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع بين لبنان والكيان الصهيوني، وهو اقتراح يستحيل تحقيقه إذا لم يتوقف العدوان على غزة كما أكد حزب الله عشرات المرات.

وختمت الأوساط أن العدو عندما لجأ إلى تنفيذ عمليات أمنية ضد المقاومة اعتبر أن مثل هذه العمليات تجنّبه الحرب الواسعة. وعندما فشلت هذه العمليات في لي ذراع المقاومة اضطرّ إلى أن يُبرز عضلاته وذلك بسبب خشيته من أمرين:

الأول: الخوف من إقدام قوة الرضوان على شنّ هجوم بري على المستعمرات الشمالية أو حتى أبعد من ذلك.

الثاني: أن تلجأ إلى المقاومة إلى استخدام ترسانتها من الصواريخ النوعية والدقيقة.

هذه الخشية الصهيونية – تؤكد الأوساط – أن المقاومة تتهيّأ للمباشرة بهما قريباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *