فضاءات فكرية

الشهيد السيد حسن نصر الله أحد رواد الوحدة الإسلامية

بقلم: الشيخ د. حسان عبد الله – رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين

يعتبر سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله (قدس سره) واحداً من أهم رواد الوحدة الإسلامية؛ فهو عمل منذ بداية نشاطاته السياسية على تكريس مبادئ الوحدة الإسلامية بل انه ترقى في سعيه لترسيخ معالم الوحدة الإنسانية مصداقا لقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: (الناس صنفان، إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق).

فقد عمل الشهيد نصر الله، على تأييد حركات التحرر العالمية سواء في فنزويلا ام كوبا وكل بلدان الاستضعاف التي تعاني من ظلم الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك عمل في لبنان على إقامة تفاهم سياسي مع التيار الوطني الحر الذي ساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وفي نفس الوقت مد اليد إلى كل الأطراف في لبنان على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وطوائفهم، وترسخ ذلك من خلال اهدائه النصر في ٢٥ أيار عام ٢٠٠٠ على العدو الصهيوني إلى كل الشعب اللبناني بل عمم ذلك إلى كل الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي بل وكل حر في العالم.

لذلك ليس قليلاً علينا أن نقول إنه كان قائداً أممياً بكل معنى الكلمة. وفي عملية طوفان الأقصى وعلى الرغم من صعوبة القرار خصوصاً على الصعيد الداخلي اللبناني لما في لبنان من اختلافات سياسية، أخذ السيد نصر الله قراراً واضحاً بدعم غزة وفتح جبهة مساندة من لبنان مع ما في ذلك من مخاطر، إلا أنه أكد ما دعا اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله : (من سمع منادياً ينادي يا للمسلمين ولم ينصره فليس بمسلم)، وخاض حرباً مريرة امتدت لسنة دون تراجع على الرغم من كل الضغوط والتحذيرات التي أتته من كل جانب، ما ترجم عملياً فكرة الوحدة الإسلامية حتى قال أحد المسؤولين في دول الاستكبار العالمي، “لقد جعلنا طوفان الأقصى ونصرة المقاومة الإسلامية في لبنان لها، نخسر كل ما عملنا له طوال اكثر من ستين عاماً من بث الفتنة والفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية”.

إن ما أسسه سماحة السيد القائد شهيد الأمة الإسلامية وسيد شهداء طوفان الأقصى السيد حسن نصر الله (قدس سره) سيبقى نهجاً مستمراً يقتدي به الأحرار في العالم على مدى العصور والأجيال وسيبقى يقض مضاجع الاستكبار العالمي ويفشل مخططاته ودمه الطاهر سيكون عبئاً وخطراً عليهم تماماً كما كان في حضوره كذلك في غيابه إن لم يكن أكثر.

لقد كان حريصاً على متابعة شؤون تجمع العلماء المسلمين وتقديم التوجيهات لنشاطاته ويبدي حرصاً على العلاقة المميزة مع علماء الوحدة الإسلامية خصوصاً أهل السنة منهم ما جعلنا في تجمع العلماء المسلمين نفقد سنداً وقائداً وناصحاً وموجهاً.

رحمك الله يا شهيد الأمة يا شهيد الأمة ويا شهيد محور المقاومة يا سيد شهداء طوفان الأقصى وعهداً لك سنستمر على دربك نجاهد الأعداء الصهاينة حتى تحقيق الوعد الإلهي بزوال الكيان الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *