آخر الكلام

سيّد أشجاني الرائعاتْ إلى سيد العشق السيد حسن نصر الله (قده)

بقلم غسان عبد الله

دعني أواصلُ عمري على تمتماتِ شفاهِكْ

رشَّ رذاذَ حديثكَ فوق خمائل قلبي

وهزَّ أراجيحَ نورِكَ قبلَ انطفاءِ الكواكبِ

إني أتيتُكَ من ذروةِ الحزنِ نسراً جريحاً

وكان الفضاءُ مرايا.. ووجهكَ وحياً يبدِّدُ غمَّ السماء

أتيتُكَ.. ما خالَفَ البحرُ ظنّي ولا خادَعَتْني الدروب

وحلَّقتُ.. حلّقتُ في عالمٍ من ضبابْ

أسائلُ عنكَ شتاتَ السنين.. وأبحث بين الخفايا

وأجريتُ ألفَ حوارٍ مع الغيمِ حتى عرِفْتُ طريقي إليكْ

ولما لمَحتُكَ.. أعلنتُكَ باسمِ البراءةِ مجدَ الصفاء

رأيتُكَ فوقَ قبابِ المآذنِ.. وعلى عتبات الأقصى

تناغي سربَ يماماتٍ تداعبُ كفيكَ

ومن برجُكَ المتألقِ كانت تزغردُ شمسٌ

وتهمي ظلالٌ على الخافقَينْ

وكانت سنابلُ وجدِكَ تطفحُ شوقاً وموجُ النسيمِ يُذيعُ رسالةَ عطرٍ

فتهفو الفراشات مخمورةً بالأريج

ويبعث طقسُ الصلاةِ مراتعَ خِصْبٍ تجدد قلب السنين

في ليالي الأرقِ المؤلمات.. يطلُعُ صوتُكَ الملائكيُّ لحنَ ارتقاء..

فينتابُني أرقُ الكتابةِ بحجمِ هذا الحنينْ

أمامَ رجالِ الكونِ.. تراءتْ مصابيحُ وجهكِ شمساً تؤلِّفُ بين القلوب

وكان النداءُ المرصَّعُ بالبراءةِ يعانقُ صوتكِ..

ولكنةَ الرَّاءِ المدلاةِ مثل كوكبٍ دُرِّيٍّ من سماءِ رائعة..

والحبُّ ينمو.. وقيثارةُ الشعر تلثغُ باسمِكَ مليكاً لكلِ المجرَّاتْ..

والحبّ سلَّمَ قلبي إلى مجدِكَ العَلَويّ

رسمتَ عليه مزايا النقاوةِ: شعراً ورؤىً تفتّقُ سرَّ النواة

وما زال دأبُكَ يسطعُ والأعينُ الحاسداتْ. تفسِّرُ الغازَ عشقِكَ 

تقرأُ في البسماتِ قطافَ العناقيدِ والأنجمَ المترفاتْ

وما زال شوقي إليكَ سهوباً تعانِقُ سرَّ الصلاةْ

تألَّقَ كما أنت دائماً سيِّدي ألفَ صباحٍ وألفَ مساء…. واملأ أيامنا بخطاك

نتغنى مع القبّرات نشيدَ الحقولِ.. ونرقص بين الغلال

فنحيي ائتلاف الفصولْ.. ونعيدُ اللون للجهات

وننسجُ للأرضِ منديلَ ضوءٍ يرفرفُ

ونجلسُ عندَ نوافذ العمرِ.. نرقُبُ لحظةَ اللقاءِ المهيبِ

ونُعلِنُ باسمِ سيدِ العشقِ الأبدي بدايةَ الحياةْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *