حبر على ورق 463
بقلم غسان عبد الله
محنةُ الشاعر
الشاعرُ، في الشّرفة البعيدة يلوّح، على شفا انخطافٍ لا يُدْرَكُ كنهه! بيد ترفع استغاثةً لم تكتمل!.. ويدٍ تسند الفضاء قليلاً!! الشاعرُ، في الشّرفة القريبة توسد قبراً من رماد.. واللغة تبكي… اللغة صحراء!!.
لغةُ الخوف
سأربّي خوفي.. سيربيني وأليفَيْنِ نكون، ونكونُ في قبرِ اللغةِ، واللغةُ فينا/ تنام في موتها!!.. “يا رازق الدود في الحجر الجلمود”.. رشّ قليلاً من ندى الرّوحِ علّها تفيق.. فأقولها وتقولني!!.
من بعيد
كنتُ كلما حل الربيع أمضي تاركاً بيتي فارغاً تحطُ على سعفه الطيرُ.. وفيه يجنُّ مع الليل الكلام.. كنتُ أصغي من بعيدٍ وأمضي، خلفي كانت تنامُ النوايا والشمسُ التي تأتي من بعيد.. أراها تأتي من بعيد.
الخيبة
قلت لأخطائي الصّغيرة: لِمَ تركبينَ الغفلةَ، فأركب الندم؟! سأرمي زجاجَك الجارح بشفافيةٍ أنقى من دموع طفلٍ، وكديك الفجر أُؤذِّنُ بالخيبة!.
وداع
كان يتكلم كالأعمى في جزيرة.. روحهُ الراقدة بَعُدت.. وليله مرّ منذ الصباح.. لقد نُسي من يومه.. راحت ذاكرتهُ تتيه.. وصوتُه ارتفعَ في الأضاحي.. تهدم بيته في الخيال.. وأقماره انطفأت.. كالأعمى عاد يسلك الطريق ومن هناك، ألقى سراً.. تلويحة الوداع واختفى!.
العابر
تريد أن ترى النهر حينما ضيعتَ الطريقً؟!.. والأيامُ راحت بعيداً بك!!.. بقيت ممسكاً بخيط من الأوهام، انهد الخيطُ وغابت الرؤيا كثيراً.. ربما دلك العابرون على دربٍ وربما أتاهوك، فنمتَ عينك مفتوحة وأنت تمشي عابراً جميع الضفاف ناسياً انك خلّفت نهراً جفّ ماؤهُ وصار وادياً.