عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 463

بقلم غسان عبد الله

سيِّدُ الأنوار

ثمة عطرٌ…‏ يصبح أكثر وَمْضاً،‏ حين يزاولني… ثمة لهبٌ أبيض،‏ في أحشائي‏ ثمة ثلجٌ أزرق،‏ ورذاذٌ يتراشق بالأزهار..‏ ثمة مَنْ يُفضي،‏ في الليلِ الوحشيِّ‏ لنجمٍ…‏ يسقط في الإعصار…‏ ثمة نبضٌ يخفق فوق الضوءِ،‏ يُبللّني…،‏ بالمعنى الآخَر للرؤيا‏ وكأني فيه.. والسيّدُ،‏ سيدُ الأنوارِ..‏ هو ومضةٌ..‏ “ليس كالسيفِ،‏ وليس كالطيفِ”..‏ وليس..‏ خرج في المعجزِ،‏ ذات زوالٍ،‏ وانتشرَ أسطورةَ نصرٍ، وأكاليلَ غار.

نورٌ على نور

وأَسْفرتَ،‏ بعد احتجابٍ‏ وكنتَ..‏ كوائِنَ خطفٍ ونور..‏ تلّفت ظلّي انبهاراً..‏ وَمَسّاً.. أتتْ بُرهتي البرزخيةُ فَدارتْ هيولى الشموسِ،‏ ومن صَوْلةِ المستهامِ،‏ أَغارتْ حقولٌ..‏ وَرَشّتْ دمي.. بالصهيل،‏ وقلبي‏ بدفقِ السطوعِ،‏ وحلمي..‏ بما يشبه البسمةَ النورانية.‏

أمنيات

يا ليتني شجرٌ أشيلُ الريحَ‏ بين جوانحي،‏ وأهزُّ أغصاني لكي يغفو سهادُ العُمْر‏ في مهدِ الحفيفِ عشيَّةً،‏ ويفيءَ تحتي عاشقانْ!‏.. يا ليتني إبريقُ مئذنةٍ‏ يذهّبُهُ غروبٌ (أخضرٌ).‏. وحمامتان حزينتانْ!‏.. يا ليتني عصفورةٌ بأرياشها البيضاءِ‏ راحتْ كي تغرّد في صحونِ‏ الأقحوانْ!.. يا ليتني نايٌ‏ تكفكفُ دمعهُ شفةٌ،‏ وتحضنهُ يدان رحيمتانْ!‏.. يا ليتني قمرٌ طليقٌ‏ في سماواتِ الأَذانْ!‏.. لا أقربُ الأرض الضريرةَ،‏ أو ألامسُ صورها،‏ إلا كما يرتاح عصفورٌ‏ على صفصافها وقتاً،‏ ويرحلُ كالغمامْ.

نوافذُ القلب

يا أنت الذي يسكُنُني انتظاراً ويهجُرني انفجاراً.. ها هو النهرُ،‏ أتى كالدمعِ‏ مصلوباً بآلافِ الرسائلْ‏.. ها هو العمرُ يمضي، ولا نلتقي إلا على دمعنا الذي تحجَّرَ في المحاجرْ.. تعالَ.. تعالَ هذي النوافذُ مشرعةٌ على القلبِ ومترعةٌ بالسنابلْ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *