عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 464

بقلم غسان عبد الله

شرفة الروح

ما كنتُ قبلكَ قادراً‏ أن أكتبَ وَرَقةْ‏.. أو أن أُسوِّيَ فوقَ رابيةِ‏ الهوى زُرقةْ‏.. من شرفةِ الروحِ ابْتَدِئْ‏ وتعلَّمِ التّشطيرَ فوقَ‏ الزنبقةْ.‏. وَخُذِ الهضابَ لسكنِ قلبكَ‏ وافتحِ الأنهارَ فيها للدوالي المرهَقةْ‏.. ما كنتُ قبلكَ قادراً‏ أن أستعيدَ قصيدتي من نبعها‏.. أو أن أحوكَ‏ من القوافي شرنقةْ. ‏         

بلاد الوجع والشهداء

ألا هبّي أجادل فيك هذا الليل.. هذا الحصى والرمالَ المسائية وأشربُ صاعقَ الأمطارِ والصفصافِ والطرقاتِ والنوافذ.. أحجُّ إليكِ صوبَ القدسِ.. أحضنُ لونكِ القمريّ مثل الماء.. أنشُجُ من ضراعةِ وجهي المكلوم في المساء.. كالشهداءِ أبكيك.. وأحفظُ ما تبقى من خلاياكِ الطهورة في انطفائي.. أنت يا بلادَ الوجعِ والشهداء.

تلكُم قريتي

هل أدلكُمْ على نبضة شمسٍ في مرايا البحرِ‏ يفيءُ الطائرُ إلى كوكبها الفضيّ،‏ وتنبجسُ الفتنةُ عن عالمٍ ورديٍّ‏ لا تهربُ من سمائِه الأقمارُ ولا يرحلُ‏ عنه هَزارْ؟!.. هل أدلّكُمْ على غيمةٍ، ستمطرُ غِبَّ‏ انبلاج النهارْ..‏ وتغزلْ من خيوط العشبِ ثياباً‏ لفراشات الماءْ!..‏ هل أدلّكُمْ على نجمةٍ تتوهّجُ في أجفان سنبلةٍ‏ وتضيءُ سماءَ بلادٍ تخلعُ أسمالَ النومِ.‏ وتلبسُ قمصانَ البرديّ!..‏ تلكم قريتي.

بيوتُهُم

الدّقيقُ فاكهةُ الفقراءْ‏.. وخبزُهمُ “المرقوقُ” ألذّ من عَسَلِ النحلِ‏.. والنارُ ضياءُ أكواخٍ شادَها الحطَابونَ‏ من طينِ وغِناءْ.. لم يألفوا العيشَ في بيوتِ من الزَّبَرْجَدِ والنحاسْ‏ ولكنهمْ.. شادوها من الصّفيحِ‏ ومن طُمى الأهوادِ‏ ونَزْفِ القلبْ!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *