عبرة الكلمات 465
بقلم غسان عبد الله
مغارة
لكَ أنْ تُخبِّئَ وردةً للدمعةِ الحمراءِ في خدِّ القصيدةْ.. لكَ أنْ تواسِيها قليلاً حينَ تأتي في قميصِ الحزنِ مشرعةَ الحنينِ إلى يَدْيكْ.. لكَ أَنْ توسِّدَها قليلاً مقلَتْيكْ.. ولِوَجْهِها أن يتركَ الأضواءَ كي تنسى ظلالكَ في مغارتها البعيدةْ.
صمت
لم يحدث أنني رأيته بعيداً عن غناء العصافير طوال حياته، ولم يحدث أن فارقته الأغاني حينما أصيب زقاق الطفولة بالوباء. كثيراً ما كان يرقص للسماء، وكثيراً ما تمنى أن تنجب زوجته العاقر طفلاً له. وحينما أنجبت زوجته طفلاً يشبهه حد الدهشة، صار يجلس طويلاً أمام نافذته المطلة على ماضيه بصمت.
ثلاثةُ أقمار
يوم عرفتُ الطريقَ ورحتُ أركُضُ فوق حدودِ الجرحِ الشاسعِ.. لم يكن أحد معي غيرُ ثلاثةِ أقمارٍ.. قمر كانت أصابِعُهُ شموعاً.. وقمر كانت أنفاسُهُ ربيعاً.. وقمر لازمني وواصل الركض معي في شراييني.
قمر
ذلك القمرُ النازلُ إلى صفاءِ النّهْرِ واشتياقهِ… القمرُ الذي اتّخذ مع الماءِ وذابْ… القمرُ الذي رسمَ الدّهْشةَ أزهاراً وفراشاتٍ مضيئةً… كيف أصبحَ وحيداً يفتّشُ عن أشعّته الذهبيّة وسط هذا الخرابْ؟!.