المقاومة تفرض إيقاعها على الميدان ولا فصل بين جبهة غزة ولبنان
بقلم محمد الضيقة
بعد مضيّ شهر واحد على العدوان البري الصهيوني على لبنان، استعادت المقاومة المبادرة وذلك في تطور مستمر في عملياتها، ونجحت في إدارة المعركة من خلال صيغة مزجت فيها بين الدفاع والهجوم الأمر الذي وضع جيش العدو أمام خيارات صعبة بعد عجزه عن السيطرة على قرى الحافة الأمامية، الأمر الذي دفعه للانسحاب إلى الأراضي المحتلة بعد أن كبدته خسائر كبيرة في العتاد والجنود.
أوساط سياسية متابعة أوضحت أنه في ظل هذه التطورات وسيطرة المقاومة على مسرح العمليات في الجنوب هي أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت نتنياهو إلى إقالة وزير الحرب يوآف غالانت بعد تصريحه “إن الوضع الذي نديره في الشمال بدون بوصلة صالحة ومن دون تحديد أهداف الحرب ويضر بسير المعركة وقرارات الكابينيت”.
هذا الموقف من وزير الحرب الصهيوني يؤشر إلى أن الجيش الصهيوني عاجز أمام المقاومة، وعاجز عن تحقيق أي اختراق في دفاعات المقاومة وبالتالي – تؤكد الأوساط – أن غالانت كان يسعى لإيقاف الحرب على الجبهة اللبنانية من خلال دعواته المتكررة إلى إنجاز صفقة مع غزة. هذا الموقف أزعج نتنياهو الذي يعتبر أن أي تسوية تؤدي إلى إيقاف العدوان الصهيوني سواء على جبهة لبنان أو غزة ستكون سبباً مباشراً لسقوط حكومته، والذهاب إلى السجن بعد سلسلة الفضائح والفساد التي ارتكبها.
واعتبرت الأوساط أن العدوان الصهيوني قد يتطور نحو الأسوأ في المرحلة المقبلة خصوصاً في ظل عدم وجود أي مبادرة لأن حسابات نتنياهو لا ترتبط بحسابات صهيونية داخلية واستراتيجية وباتت خارج أي حسابات أخرى لفترة طويلة قد تمتد إلى حين تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الأمور في كانون الثاني المقبل.
وبانتظار ما ستؤول إليه المعارك الدائرة في الجنوب تحتدم المواقف لدى بعض القوى السياسية في الداخل اللبناني لجهة الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية. وهذه الدعوة اعتبرتها الأوساط بأنها تندرج في سياق سياسة لهذه الأحزاب تهدف إلى إرباك الساحة الداخلية في الوقت الذي يواجه فيه حزب الله العدو الصهيوني دفاعاً عن سيادة لبنان واستقلاله، لافتة إلى أن موقف الثنائي الوطني وحلفائهم هو “لا انتخابات رئاسية قبل وقف العدوان” لافتة في هذا السياق إلى أن هذه القوى تتحرك بتعليمات من السفارة الأمريكية في بيروت التي تروج إلى أن انهيار حزب الله بات وشيكاً طالبةً من هذه القوى التحرك من أجل الإمساك مستقبلاً بالسلطة السياسية المنتظرة.
وختمت الأوساط بأن العدو الصهيوني سيواصل عدوانه على لبنان وأن أي خبر عن هدنة أو اتفاق – كما تحاول بعض التقارير الإعلامية التي تستمد معلوماتها من واشنطن وحلفائها في المنطقة – لا يوقف الحرب وهو خبر مدسوس ومصنوع في كواليس المخابرات الغربية ويسوقه عملاؤهم في المنطقة. وذلك في سياق سياسة دعائية لا غير. والذي يمكن تحقيقه حسب هذه الأوساط هو هدنة مؤقتة والتي وافق عليها سماحة السيد الشهيد وملخصها هدنة مؤقتة على جبهة لبنان مقابل إعطاء فرصة بنفس المدة الزمنية لعقد صفقة تبادل على جبهة غزة.