عبرة الكلمات 467
بقلم غسان عبد الله
خاصرةُ الروح
مَنْ يطعنُ خاصرةَ الروح؟!.. الماءُ حبيسٌ خلفَ البحرِ.. وسلالةُ أبطالٍ تحلُمُ بالغد.. وأنا في وطنِ العزةِ أغني لجداولَ لم تبزغ بعدُ.. لسنابلَ تَرعُشُ في وجهِ الريحِ.. لمواسمَ لم تطلُعْ إلا في الحُلُم والذئبُ على مرمى آهٍ مني.. يفترسُ خاصرةَ الروح ويعري بيروتَ من فقراتِ الظَّهْرْ!!.
حلم الصيف
يا نيسانُ.. ميلادٌ أنتَ وكرْمٌ يتدلى حلواً في العين وفي الحلق مثلَ عناقيدِ الضوء.. تتشهى النفسُ حلاوَتَها.. وأنا طفل ما بين عريشٍ وعريشٍ أقطُفُ حُلُمَ الصيفِ.. أتلمس كيف يدورُ الضوءُ في عنب أشهى والأرضُ تناديني وأنا مشغولٌ بجنى العمر في كرمٍ لا تُبْصِرُهُ العين!!.
لا تقطف الكرم
لماذا أفكِّرُ بالموت؟ هذي الحياةُ الشهيةُ حولي تُكوَّرُ مثلَ العناقيدِ في الكرمِ دانيةً للقطافِ زاهيةً للعيونْ.. ولكنْ يدي كبلتها المجازرُ وصوتٌ أجشُّ يجيءُ من العمقِ: لا تقطفِ الكرمَ، اتركه للجنودِ القادمينَ.. وحولي كروم الحياةْ، يحمِّلُها الوجدُ ما لا تطيق من الشجونْ تُرى كيف روحُ العناقيدِ مثلُ العصافيرِ تصبحُ ريشاً.. جَناحاً، تطير إلى حُلُمٍ لا يكونْ.. تعودُ بقبابِ الروح التي صادرتها الريحُ.. واغتالها سيفُ المنون؟.
جناح وريش أنا الطفلُ.. كيف تمرُّ العصافيرُ عِبرَ الفضاء أمرُّ ومثلي العصافيرُ تأكل حَبَّ العنبِ.. حلاوتُهُ كالقَصَبْ تمر ببالي وتستكينْ.. وأشكالُهُ مثلُ ألوانِهِ تزيِّنُ عيني وظلُّ العرائشِ إن خيَّم الحَرُّ يَرفِدُني بالطراوةِ يملأُني.. بالحلاوة.. بالحنينْ.