محليات

بعد أن أنجز لبنان الاتفاق.. الكرة في ملعب نتنياهو ووقف العدوان على لبنان لا يعني الفصل بين الجبهات

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة لجولة آموس هوكشتين أكدت أن النقاش الذي استمر لمدة يومين وقاده الرئيس بري حول مسودة الاتفاق تناولت كل البنود التي اعتبرها لبنان مهمة جداً لجهة أن توضيحها يساعد في وقف العدوان الصهيوني على لبنان، وأضافت أن لبنان قدم أقصى ما يمكن من التسهيلات التي من شأنها أن تساهم في وقف العدوان بالشكل الذي يؤكد على القرار 1701 وتنفيه بكل بنوده ولا يمس أو يتعارض مع السيادة اللبنانية.

وأشارت الأوساط إلى أن ما تم الاتفاق عليه هو السبيل الوحيد الموضوعي لوقف العدوان، مؤكدةً أن الساعات القادمة هي التي تحدد وتكشف عن الموقف الصهيوني إذا ما وافق على وثيقة كان قد تمت صياغتها بالتنسيق بي واشنطن والكيان وذلك قبل أن يحملها هوكشتين إلى بيروت.

واعتبرت أن بعض التنقيح في بعض بنود الوثيقة كان الهدف منه تسهيل تنفيذ اتفاق وقف العدوان خصوصاً بعد أن أعطى حزب الله ملاحظاته وأعلن قبوله بالمفاوضات تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية.

وأشارت الأوساط إلى أن الكرة الآن في الملعب الصهيوني، وأن لبنان الرسمي وحزب الله قدما للموفد الأمريكي كل التسهيلات لتحقيق الهدنة ووقف العدوان.

وأكدت أن نجاح الموفد الأمريكي في مهمته هي رهن بالموقف الصهيوني، لافتة في هذا السياق إلى أنه لن يكون إيجابياً بالمطلق بل سيحاول كعادته المماطلة والمراوغة ووضع بعض الشروط من أجل الهروب من هذا الاستحقاق مراهناً على تحقيق بعض الإنجازات في الميدان تساعده في فرض بعض شروطه وهو الأمر الذي لن يحصل لأن جيشه المنهك فشل على الرغم من الحشد الكبير وعلى مدى أكثر من شهر في تحيق أي انتصار لأنه عجز عن أن يثبت في أي موقع له في المناطق التي دخلها.

وحول مسألة العلاقة بين المقاومة في لبنان والمقاومة في غزة وترابطهما طوال أكثر من عام أوضحت الأوساط أنه صحيح كانت المعادلة في السابق أنه لا فصل لساحة لبنان عن ساحة غزة ولا وقف لإطلاق النار ولا رجوع للمستوطنين إلى مستوطناتهم في الشمال دون وقف العدوان على غزة وهذا ما أكد عليه سماحة السيد الشهيد القائد حسن نصر الله وهذا ما التزم به حتى آخر يوم من حياته، لكن ومنذ استشهاده لغاية اليوم حصلت متغيرات جذرية حيث لم تعد جبهة الإسناد اللبنانية بل أصبحت حرباً بين لبنان والعدو الصهيوني. وعندما يقبل لبنان بعد هذا التطور فهذا لا يعني أنه فصلٌ بين الجبهات بل هو تناوب في الأدوار بحيث تقدم كل جبهةٍ للأخرى ما تقدر عليه في الوقت المناسب بما يعزز منعتها في مواجهة العدو الصهيوني.

وأكدت الأوساط في هذا السياق أن صمود المقاومة في غزة وعجز العدو عن كسرها ما كان ليتحقق لولا جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق ومن خلفهم الجمهورية الإسلامية في إيران. وبما أن غزة – كما تقول الأوساط – حريصة على بقاء جبهة لبنان سنداً لها في المدى الأبعد فلن تتأثر بوقف العدوان على لبنان.

وبانتظار ما سيحصل في الأيام المقبلة من تطورات فإن المواجهة مستمرة في لبنان وغزة، وجبهات الإسناد تواصل دعمها حسب إمكاناتها حتى يخضع العدو وهذا هو المنتظر في الأمد القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *