الرئيس بري يدعو مع للحوار قبل جلسة 9 كانون الثاني والقوات تجمع المعارضة وتدعو لنزع سلاح المقاومة
بقلم محمد الضيقة
لم تتأخر أطراف المعارضة كثيراً بعد تحديد الرئيس نبيه بري التاسع من كانون الثاني موعداً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تحركوا جماعياً، وقاد هذا التحرك كالعادة رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي جمعهم في قلعته في معراب تحت ذريعة التشاور والتفاهم فيما بينهم للاتفاق على اسم من أجل ترشيحه لملء الفراغ الرئاسي.
هذه الذريعة ما لبثت أن انفضحت بعد صدور البيان الختامي للقاء، حيث اعتبروا أن لبنان دخل بعد العدوان الصهيوني مرحلة جديدة.
أوساط سياسية متابعة أكدت أنه في وسط هذا الغموض الدولي والاقليمي لا يمكن التنبؤ بمصير الجلسة المقررة خصوصا في ظل التفسيرات المتناقضة لبنود القرار 1701 حيث يحاول الكيان الصهيوني اعتماد ما تم الاتفاق بينه وبين واشنطن في التعاطي وتفسير هذا القرار الدولي.
وأضافت هذه الأوساط أن قوى ما يسمى بالمعارضة تبنت في ختام اجتماعاتها الموقف الصهيوني حيث اشارت إلى ضرورة تنفيذ القرار 1559 وإلى رفضها للصيغة التي تبنتها البيانات الوزارية في كل الحكومات المتعاقبة وهي ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة. واعتبرت أن هذه المواقف فيما لو تمسكت بها المعارضة يعني أن هناك شرخاً كبيراً بين القوى السياسية وقد يتسع في المستقبل الأمر الذي يحول دون ملء الفراغ الرئاسي على الرغم من التفاؤل الذي يحاول البعض إشاعته.
وأوضحت الأوساط أن ما صدر عن لقاء معراب يطرح العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام عن الخلفية التي تنطلق منها هذه المعارضة وعن القوى الدولية التي تدعمها وخصوصاً واشنطن وحلفائها في الإقليم والذين لم يوفروا دعماً للعدو من أجل إلحاق الهزيمة بالمقاومة. وعلى الرغم من هذا العدوان الهمجي غير المسبوق ضد البيئة الحاضنة للمقاومة، فإن العدو فشل في تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلنها وهذا ما أكده أكثر من خبير وباحث صهيوني، الا أن اللافت في هذا السياق هو اعتبار القوات اللبنانية وحلفائها في الداخل أن المقاومة لم تنتصر ومن أن هناك فرصة ذهبية من أجل تقليص نفوذ حزب الله في السلطة.
ورأت هذه الأوساط أنه وعلى الرغم من بعض التحركات العلنية أو السرية حتى الساعة تؤكد على أن الاصطفافات السابقة ما زالت على حالها لجهة تمترس القوات اللبنانية خلف مواقفها السابقة والتي تم تطويرها سلبياً في الآونة الأخيرة من خلال حملة التحريض التي قادتها ضد حزب الله خلال العدوان وما بعد وقف إطلاق النار.
وهذا يعني حسب هذه الأوساط بأن مسألة ملء الفراغ الرئاسي ليس قريباً. بل أن المنطقة دخلت بعد الاحداث السورية مرحلة جديدة لن يكون لبنان بعيداً عنها إضافة إلى هدنة هشة ومترنحة مع العدو الصهيوني.
حتى اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي مع ولي العهد السعودي لن يكون له أي تأثير على مجريات الساحة اللبنانية خصوصا إذا ما تطورت الأزمة السورية وتمددت إلى أكثر من مكان.