عبرة الكلمات 476
بقلم غسان عبد الله
الكذبة
ما بين العنْقِ وحدِّ السَّيفِ تصيرُ الكذبةُ نافذةً.. وتصيرُ قصيدةَ مدْحٍ ما بين الجوعِ وجودِ السَّادةِ والأمراءْ ما بين مآسي الموتِ وأوسمةِ الأبطالِ تصيرُ جهاداً واستشهاداً وفداءْ ما بين الوطنِ وعُبْدانِ الطّاعةِ تنتحلُ الكذبةُ لحْيَةَ قدّيسٍ وعصاً وتسيرُ الأغنامُ إلى آخرِ وهْمٍ في الصَّحراءْ ما بين الكذبةِ والكذبةِ يُكتَبُ فَصلٌ آخرُ مِنْ أحداث التّاريخِ ويمسي أقدسَ مِنْ أن يسألَ عنه الأبناءْ.
ليلُ الشاعر
ماذا يخبّئ ليل جرحكَ، آسنٌ طعم الشرابْ.. تمضي.. فيهرب زاجلُ الكلماتِ.. ترمي قبل مرماك الكتابْ.. ويفرُّ بين رحيلهِ.. ورحيلهِ.. تمتدّ مئذنة الغيابْ.. – يا راحلينَ.. وصوبنا غَبَشٌ تكاثر في نوافير السرابْ.. خلّوا المدى موّالنا، والوعدَ صفصافَ الإيابْ..
قطعانٌ.. رعيانٌ.. إنسان
ظامئةٌ قطعانُ البؤسِ وليس هنالك مِنْ سُحُبٍ تعِدُ الأرضَ فكيف الواقعُ لا يتصحَّرُ والأرضُ تضيقُ ويقتتلُ الرّعيانْ؟ ظامئةٌ قطعانُ البؤسِ وليس هنالك ما يُؤْكَلُ في زمَنِ القحطِ فيكف يدرُّ البؤسُ حليباً يا “قحطانْ” في زمَنِ الإحباطِ تبورُ الأرضُ وحين يكونُ الوطنُ المغدورُ سليباً والإنسانُ غريباً في أهلِهِ.. حين يكونُ الوقتُ مُريباً يتشوَّهُ وجهُ الواقعِ والتّاريخُ وفكرُ الإنسانِ وشكلُ الإنسانْ.
حذارِ من اليأس
قد يصعبُ أن تختارَ طريقَكَ في هذا الواقعِ كيف تحرِّرُ ذاتَكَ؟.. قد لا يكفي أن تفهمَ.. هل تجرؤ أن تتحدَّى.. أن تخرجَ عن تلكَ الطّرقاتِ السَّلَفيّةِ ثمّ تشقّ طريقكَ؟ مَنْ وضعَ الأشياءَ كذلك؟.. كيف ستفتتحُ الفكْرَةَ؟ حين يحاصرُكَ الخوفُ تصدأُ أبوابُ الجرأةِ الأيّامُ تهاجمُ أحلامَكَ: حرَّاسُ الواقعِ أشرسُ ممّا نتصوَّرُ قد يستنزفُكَ الصّبرُ ولا تُنْبِتُ هذي الأرضُ قناةً لِسنانِكَ ما زال بوسعِكَ أن تتنفّسَ فاحذرْ أن يقتلَكَ اليأسُ وتنطفئَ الشُّعْلةُ في هذا العصرِ المأساويّ.