حبر على ورق

حبر على ورق 478

بقلم غسان عبد الله

الصرخة

ثمة شيء يتخفى لا يصرخ.. أو يخفى الصرخة يذبل كالأحرف.. حين تسير على أطراف.. أصابعها في سفن الوهم.. يتمايل ويدور كزهرة عباد الشمس.. يستنفذ آخر جرعة صبر.. يبطئ في إبداء حقيقته كالسر.. فيتيح الوقت لسوء الفهم!.

وهم

تعرف كيف تحسنُ الرسائلُ التّحليقَ في المكانْ.. تقطعُ كلَّ شارعٍ في الفجرِ بالمقصْ.. تقيمُ قصراً شاهقاً من رغوةٍ وجصْ.. تبيعُ وهمَ الخُلدِ للمهرولين خلفَ مهرجانْ.. والحاملينَ نبتةً صفراء من عشِّ الغرابْ.. كرُقْيةٍ لفتح كلِّ حلبة وبابْ!.

حفل تكريم

عصفورٌ يحملُ فوقَ جناحيهِ ما يُشبِهُ صيحةَ إنذار.. لا يكترثُ به أحدٌ حتى الأشجار.. حين تهبُّ العاصفةُ الهوجاءُ تتذكّرُهُ الأطيار.. تدعوه لحفلِ تكريمٍ كي تُبدي بعض العُذْرِ عن تلك الغفلة والنسيان.. لكن.. لا يحضرها الإنسان!.

جزر

للجزُرِ مزاجٌ آخرْ.. يكتنف معالِمَهُ السرْ.. تتزاوج فيها أعشابٌ.. وطحالبُ ومحاراتٌ… لا تضعُ الأقنعة المعتادةَ.. إلا في حفلٍ تتنكّر فيه الغربانْ.. يحتفلُ الينبوعُ بعرسٍ.. يكتبُ فيه وصيّتَهُ للماءْ.. أن يلقيَ بموادِ الكُتَلِ الصّماءْ.. والخشبِ اليابس للبحرْ!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *