روائع الشعر العربي 479
ابراهيم اليازجي ـ أسود المنايا
حياةٌ أَسرَّ العَيش فيها مَذمَّم | وَناسٌ بِها قَلبُ الخليِّ متيَّمُ | |
سَقَت كُلَّ قَلبِ كُلّ يَومٍ مَشارِباً | توهَّمَ فيها لَذةً وَهِيَ عَلقَمُ | |
تَشاغَلَتِ الأَلبابُ فيها مِن الصِّبى | وَلَم تَكُ أَدنى صَبوةً حينَ تحلمُ | |
تَبطَّلَ كُلٌ بالأَماني وَلَم يَزَل | يَروحُ وَيَغدو وَهوَ لِلمَوتِ مَغنَمُ | |
وَما الأَرضُ إِلّا قَفرةٌ زَأَرَتْ بِها | أَسودُ المَنايا حَولنا وَهِيَ حوَّمُ |
ابن الآبار ـ مكرهٌ لا بطل
وَطِّنْ علَى الدَّائِبَيْنِ الدَّمْعِ والشَّجَنِ | يَا نادِبَ الذّاهِبَيْنِ الأَهْلِ والوَطَنِ | |
واسْكُنْ إلَى الصَّبْرِ في إلْمَامِها نُوَبا | أَوْدَتْ عَلَى عَقِبِ المَسْكُونِ بِالسَّكَنِ | |
كَزَعْزَعِ الرّيحِ صَك الدَّوْحَ عَاصِفُها | فَلَمْ يَدَعْ مِنْ جَنىً فِيهِ وَلا غُصُنِ | |
وَمُكْرَهٌ أَنا فِيمَا قُلْتُ لا بَطَلٌ | فَلا تَخَلْنِي خَلِيّاً مِن جَوَى الحَزَنِ |
ابن الرومي ـ طريقان
أمامك فانظر أيَّ نهجيك تَنْهجُ | طريقان شتى مستقيمٌ وأعوجُ | |
ألا أيُّهذا الناس طال ضريرُكُم | بآل رسول الله فاخشوا أو ارْتجوا | |
أكُلَّ أَوانٍ للنبي محمدٍ | قتيلٌ زكيٌ بالدماء مُضرَّجُ | |
تبيعون فيه الدينَ شرَّ أئِمَّةٍ | فلله دينُ الله قد كاد يَمْرَجُ |
اسماعيل صبري ـ الحزن
أجَل أنا مَن أَرضاكَ خلّاً مُوافِياً | وَيُرضيكَ في الباكين لو كنتَ واعِيا | |
وَقلبِيَ ذاك المَورِدُ العَذبُ لم يَزَل | كَما ذُقتَ منه الحبُّ وَالوُدَّ صافِيا | |
سِوى أَنَّه يَعتادُه الحُزنُ كلَّما | رَآكَ عن الحَوضِ المُهَدَّدِ نائِيا | |
وَيَعثُرُ في بعض الخُطوب إذا مشى | إلى بعض ما يَهوى فَيرجِعَ دامِيا |