محليات

وسط فشل السلطة بوقف العدوان حزب الله يحدد أولوياته للمرحلة القادمة

بقلم محمد الضيقة

أوساط سياسية متابعة أكدت أن حزب الله أوضح مواقفه من خلال كلمة أمينه العام يوم التشييع للشهيد المقدس والأسمى السيد حسن نصر الله، من أنه قد سلَّم مؤقتاً بمسألة أن تتابع السلطة لناحية استخدام الدبلوماسية من أجل إلزام العدو بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة إلى ضرورة أن يتوقف العدو عن انتهاك السيادة اللبنانية براً وجواً، لافتة أن عملية هذا التسليم قد تكون مؤقتة ولن تستمر لفترة طويلة، خصوصاً إذا فشلت الدبلوماسية في إرغام العدو على الانسحاب، وهو لن ينسحب كما تؤكد هذه الأوساط التي أشارت إلى أن حزب الله سيساهم بالاشتراك مع كافة المكونات في ترميم السلطة، ومن أن أي كلام عن مسألة السلاح مرفوض كلياً، والمكان الصحيح للبحث فيه هو طاولة حوار وطني لوضع استراتيجية دفاعية.

ورأت الأوساط أن تماهي حزب الله مع المتغيرات التي ضربت الإقليم قد تكون ضرورية وستحرج رعاة الاتفاق الدوليين، إضافة إلى الأطراف الداخلية الذين ما زالوا يقفون وينتظرون ما الذي سيفعله هؤلاء الرعاة وخصوصاً واشنطن والرياض.

وحذرت الأوساط من مخاطر قد تنعكس على الاستقرار في الداخل، فيما لو واصلت القوات اللبنانية وحلفاؤها حملتهم المشبوهة على بيئة المقاومة وحزب الله، خصوصاً بعد أن حسم الأمين العام الشيخ نعيم قاسم من أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وفي البلد لا يوجد لا رابح ولا خاسر، وهذا يؤكد أن حزب الله أمام مرحلة جديدة بخيارات جديدة لها قوانينها وتكتيكاتها يرسم من خلال ذلك فصل جديد في مسيرته المستمرة من عقود، وقد تستمر لعقود إضافية.

ولفتت الأوساط في هذا السياق إلى أن حزب الله يستند إلى بيئة وفية وصادقة واكبته في كل مراحل صراعه مع العدو وفي مواجهة خصوم الداخل، في حين أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لم ينطلقا من خلال حركة شعبية بل فرضهما الخارج وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية كنتيجة للحرب الهمجية التي شنها العدو الصهيوني بدعم دولي غير مسبوق ضد المقاومة.

لذا تؤكد أن العهد قد يفشل في ترجمة خطاب قسمه إلى أفعال لأن أهداف الإدارة الأمريكية لا علاقة لها بما وعد به عون وسلام، فهي تسعى فقط إلى تقليص نفوذ حزب الله في الداخل، وهذا الطموح الأمريكي أجهضته بيئة المقاومة وأنصارها في الداخل والخارج يوم التشييع، وبالتالي فإن حزب الله وحلفاءه في الداخل وفي الخارج أيضاً قادرون على الأقل احتواء العدوان الصهيو/أمريكي بانتظار أن تستعيد قوى الإقليم التوازنات التي كانت قائمة قبل طوفان الأقصى، وهو أمر قد يحتاج بعض الوقت، وهذا ما أكدته تجارب الشعوب في مواجهتها لقوى الاستعمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *