محليات

فتور سعودي اتجاه زيارة عون ولا تغيير في الموقف اتجاه لبنان

بقلم محمد الضيقة

وكما البيان الختامي للقمة كان البيان الذي صدر بعد اللقاء الذي جمع الرئيس اللبناني جوزاف عون مع ولي العهد السعودي والذي اقتصر على التمنيات والمتابعة بحيث أصيب حلفاء الخليج بصدمة غير متوقعة لأن الرياض لم تتحرك خطوة واحدة تُصنف في باب الخطوات النوعية.

أوساط سياسية متابعة اعتبرت أن مضمون البيان الذي صدر عن اللقاء الذي جمع جوزاف عون مع بن سلمان في الرياض لا يمكن أن يكون غير ذلك، لأن السعودية ومعها أمريكا ضمنوا نفوذهم في المشهد السياسي اللبناني بعد انتخابات الرئاسة وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، وهم سيواصلون تدخلهم وإشرافهم على التعيينات التي ستقوم بها الحكومة لأكثر المواقع حساسية من قيادة الجيش إلى المصرف المركزي وصولاً إلى الأمن العام.

وأضافت الأوساط أن الرياض قد لا تطمئن إلا إذا كان لها اليد الطولى في هذه التعيينات، وقبل ذلك – تقول الأوساط – لن تبادر القيادة السعودية إلى اتخاذ أي خطوة عملية من أجل مساعدة لبنان للخروج من أزماته الكثيرة والمتنوعة، حتى أقل الممكن لم تسلف الرئيس مسألة رفع الحظر عن سفر المواطنين الخليجيين إلى لبنان أو السماح لمستثمرين بالزيارة والتحضير للاستثمار في لبنان.

وما تضمنه بيان اللقاء لم يخالف التوقعات منذ أن وطأت قدم الرئيس اللبناني الأراضي السعودية، حيث كانت الإشارات واضحة بعد أن كُلف نائب أمير منطقة الرياض باستقباله وهو مستوى متدنٍ جداً لا يليق برئيس الجمهورية، وهذا يعني حسب هذه الأوساط أن القيادة السعودية لم تضع الزيارة ضمن أولوياتها وأنها لم ترقَ حتى الآن بما أسماه الذين يسوقون لأجندة السعودية أي قيمة لمتغيرات استراتيجية كما تسعى إليها الرياض وواشنطن حتى تستوجب اهتماماً استثنائياً بزيارة الرئيس اللبناني.

وتضيف الأوساط في هذا السياق أن الرئيس عون انتظر وقتاً ليس بالقصير قبل لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهذا يؤشر إلى أن المملكة لم تجد في هذه الزيارة أي سبب يستدعي تخصيص وقت أطول مع ولي العهد، أو حتى على مستوى الحفاوة الدبلوماسية.

وتقول الأوساط أن هذا الفتور السعودي يعكس رؤية المملكة للبنان بعد ما يسمى ملء الفراغات في المواقع الرئاسية لأن هذه المتغيرات لم تمنع من مشاركة حزب الله في الحكومة وهو أمر كانت واشنطن والرياض تسعيان لتحقيقه، وقد يكون هذا الأمر قد أغضب الرياض حيث بعثت إشارات غير إيجابية مستفيدة من زيارة الرئيس عون، وهذا الأمر سيكون بالنتيجة مخيباً لآمال حلفائهم في لبنان، وكما يبدو – تضيف الأوساط – أن الحشد الذي شهدته بيروت أثناء تشييع شهيد الأمة سماحة السيد حسن نصر الله قد أقلق الرياض بعد اعتبارها أن العدوان الصهيوني قد أضعف حزب الله وأن بيئته قد تخلت عنه، ومن أن الوقت قد حان لعزل حزب الله سياسياً في لبنان.

وختمت الأوساط أن هذا الاستخفاف من المملكة السعودية سيتكرر في المستقبل لأنها أيقنت وباتت مقتنعة من ان العدوان الصهيوني لم يحدث أي خلل في التوازنات الداخلية ومن أن المقاومة ما زالت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه وبالتالي فإن على القوى التي تراهن على تبدل في السياسة السعودية اتجاه لبنان أن يقلعوا عن هذا الأمر حتى لا يصابوا بإحباط مضاعف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *