نشاطات

إبادة عرقية في سوريا

إن الذي يحصل هذه الأيام في الساحل السوري يرقى إلى أن يكون جريمة إبادة جماعية، حيث تنقل وسائل الإعلام المختلفة صوراً لمجازر تطال المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ لا ذنب لهم سوى انتمائهم الديني، في خرق واضح لحرية المعتقد التي تكفلها كل القوانين والشرائع، وعلى رأسها الدين الإسلامي الذي حفظ هذه الطائفة الكريمة طوال قرون دون أن يمسها بأذى، تأكيداً لسماحة الإسلام وتضمنها أيضاً شرعة حقوق الإنسان التي تكفل حرية المعتقد لكل الطوائف والأقليات الدينية في أي بلد كانوا، إن محاولة التنصل من حكومة الأمر الواقع الحالية في سوريا، بحجة أن بعض العصابات أو بعض الجماعات غير المنضوية تحت لواء الحكم الجديد هي من تقوم بهذه المجازر هي محاولة فاشلة، بل إن عليهم منذ أن تحملوا مسؤولية حكم البلاد أن يضمنوا، وقد وعدوا بذلك حرية المعتقدات والانتماء الطائفي والمذهبي المغاير لما عليه الحكم الجديد، لذلك فإن عليهم المبادرة سريعاً خوفاً من تفاقم الأوضاع لوضع حدٍ لهذه المجازر والتكفل بحماية الأقليات الدينية، خاصة أن الصراعات الطائفية والمذهبية قد تؤدي بالبلاد إلى التقسيم وخلق كيانات طائفية ومذهبية تكون سبباً ومبرراً للكيان الصهيوني الغاصب، وهذا ما يطمح اليه العدو الصهيوني، ومما يؤسف له أنه بدلاً من أن يتفرغ الحكم الجديد لمقاومة الاحتلال الصهيوني لمئات الكيلومترات من الأراضي السورية، يقوم بقتل شعبه المنتفض من أجل الحفاظ على كيانه ووجوده.

 وفي لبنان يقوم العدو الصهيوني برسم حدود جديدة مع لبنان من خلال إقامة نقاط عسكرية جديدة غير النقاط الخمسة، وتوسيع هذه النقاط، ووصلها بأراضي فلسطين المحتلة، وإقامة دشم وتحصينات عسكرية واستغلالها لإطلاق النار على المواطنين والجيش اللبناني، ما أدى لارتفاع عدد كبير من الشهداء من الجيش والمواطنين، دون أي رد من الدولة اللبنانية يوازي فداحة الأمر الحاصل، ما يبرر السؤال حول ما هي جدوى وجود لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار برئاسة الأمريكي الذي دوره أن يبرر للاحتلال ارتكاباته؟.

 إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام فداحة ما يحصل في لبنان والمنطقة نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين المجازر التي ترتكبها الجماعات الإرهابية في سورية بحق الطائفة العلوية الكريمة، والتضييق والمجازر التي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية، ويدعو المجتمع الدولي لأن يقوم بإرسال لجنة تحقيق لتقديم العون للمدنيين الذين يقتلون بالمئات بدمٍ بارد في الشوارع، دونما مراعاة للقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، وننتظر من مجلس الأمن الدولي في جلسته اليوم اتخاذ قرارات تحمي الأقليات الدينية والمذهبية في سوريا.

 ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على إطلاق النار على المواطنين والجيش اللبناني في كفركلا، ما أدى لارتفاع الشهداء منهم شهيد الجيش اللبناني العريف سميح درويش الذي أصيب من خلال طلقة قناص، مما يؤكد أنه قتل عن سابق تصور وترصد، مما يوجب على الدولة اللبنانية تحركاً حاسماً لأن صبر المقاومة والناس بدأ ينفذ، والأمور تتجه للخروج عن السيطرة فيما لو تمادى العدو الصهيوني بجرائمه ولم ينسحب من النقاط التي ما زال يحتلها.

 ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين كلام وزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي الذي يبرر للعدو الصهيوني انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار، واضعاً الأمر عند المقاومة، معتبراً أن عدم ردها هو من اجل ان لا تضغط امريكا على اسرائيل للانسحاب، وهذا اقل ما يقال فيه أنه تعبير عن موقف مشبوه يستدعي مساءلته أمام المجلس النيابي وسحب الثقة منه.

 رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بتعنته في رفضه وقف إطلاق النار في غزة، وطرحه الجديد لهدنة مؤقتة تبقي سيف الحرب مسلطاً على القطاع بعد انتهاء عملية التبادل، ولا توقف الحرب نهائياً، كما يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على قطع الكهرباء عن غزة، وعن محطات تحلية المياه متمادياً في إبادته الجماعية لأهل القطاع، ويدعو التجمع الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار للتدخل وايقاف هذه الانتهاكات المستمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *