الإفراج عن أسرى لبنانيين لدى العدو الصهيوني
تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
يريد العدو الصهيوني المماطلة في احتلاله لأراضينا واستمرار احتجازه لأسرانا مع استمراره بالقصف اليومي للقرى ولسيارات المدنيين في الجنوب اللبناني، متجاوزاً في ذلك القرار 1701 واتفاقية وقف إطلاق النار، معتمداً في ذلك على الدعم اللامحدود، وغير المبرر للولايات المتحدة الأمريكية التي لا تعمل على ما تقتضيه مهمتها من الضغط على العدو الصهيوني للانسحاب من لبنان وتنفيذ بنود القرار والاتفاق، بل تبرر له تجاوزه ونقضه للاتفاق وتوفر الدعم السياسي له، وتضغط على لبنان لتنفيذ إملاءات العدو الصهيوني على الصعد كافة. إن قيام العدو الصهيوني بالأمس بالإفراج عن أربعة أسرى لبنانيين كان من المفترض أن يكونوا خمسة، إلا أن العدو الصهيوني إدعى أن الحالة الصحية للجندي زياد الشبلي، الذي أصيب بطلقات نارية قبل أسره الأحد الماضي حال دون إطلاق سراحه، فيما لا يزال 8 مدنيين في الأسر إضافة إليه، هذه الخطوة الناقصة تؤكد ما ذهبنا إليه من أن العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ القرار 1701 وهو يريد استغلال هذه المماطلة في فرض شروط سياسية على لبنان، ابتدأ البعض بالتلويح لها، فيما يعمل البعض الأخر على التنظير إلى أنها تصب في مصلحة لبنان، وهي في الواقع تدفع الأمور نحو التطبيع بين لبنان والعدو الصهيوني، إن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل في لبنان وفيه مقاومة وشعب أبي يرفض الإذعان، ونحن في تجمع العلماء المسلمين ننصح الأخرين خاصة من ينظّر لذلك في الداخل بعدم طرح هذا الموضوع لأنه يعتبر خيانة عظمى بحق الوطن وآلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والدمار الهائل الذي يطال العمران في لبنان، ونحن نعتقد أن ما تعمل له الولايات المتحدة الأمريكية هو تحويل لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار من لجنة عملية مهمتها تنفيذ بنود الاتفاق الى لجنة مفاوضات دبلوماسية تعمل على مبادلة الأسرى والأرض والإعمار ووقف الأعمال العدائية باتفاقية سلام هي في واقعها اتفاقية استسلام للعدو الصهيوني، وهذه المؤامرة لن تمر والشعب اللبناني سيقف في وجهها، وننصح الحكومة بعدم الانجرار إليها والتنبه منها خوفاً على السلم الأهلي.

إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: يهنئ تجمع العلماء المسلمين الأسرى المحررين على خروجهم للحرية، ويعتبر أنها خطوة ناقصة كانت يجب أن تكون إطلاقاً لسراح جميع الأسرى والمعتقلين لدى العدو الصهيوني، واعتبر التجمع ان ذلك يأتي في سياق محاولة ابتزاز الحكومة اللبنانية لفرض اتفاقية دبلوماسية عليها لا يمكن أن تمر، لأنها ستؤثر على السلم الأهلي.

ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بإغلاق المعابر في غزة لليوم الحادي عشر على التوالي، ما يهدد بحصول مجاعة ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويأتي ذلك ضمن استراتيجية يعمل عليها العدو لعدم الوصول إلى وقف إطلاق نار كامل وإطلاق جميع الأسرى، بل هدنة لمدة 60 يوماً، وتبادل الأسرى على دفعات، وهو ما يُبَيِّت نية لدى العدو للعودة الى الحرب بعد إطلاق جميع الاسرى.

ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لقرار اليمن البدء بعملية منع السفن المتوجهة نحو الكيان الصهيوني من المرور في البحر الاحمر والتهديد بالبدء بعمليات عسكرية، وذلك بسبب عودة الحصار على غزة، ويعتبر التجمع ان هذا الموقف يعبر عن وحدة محور المقاومة وحضوره الكبير في الساحة، وعدم تأثير الضربات التي وُجهت إليه على حضوره وقوته وفاعليته.

رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين ان العدو الصهيوني يمارس عملية قضم تدريجي للأراضي السورية فهو وبعد ان استولى على قمة جبل الشيخ السورية ابتدأ بإنشاء مواقع وتحصينات تؤكد انه سيبقى طويلا هناك، بل انه سيسعى للبقاء دائماً وهو يتمدد باتجاه ما يمكن أن تصل إليه جنوده من دون أي مقاومة من أحد في سوريا، ويخطط لإنشاء مناطق آمنة بعمق 65 كيلومتر دونما أي تحرك من السلطة الحاكمة المنشغلة في إبادة جزء من شعبها على أساس طائفي ومذهبي.