حبر على ورق 490
بقلم غسان عبد الله
نجومٌ لا تضيء
لكي نكْبُرَ.. هناكَ مئاتُ الطرقِ.. إلا أن أكثرَها شعبيةً هي السفرْ.. فوضَّبْنا أحلامَنا.. وبضعَ سنينٍ عتيقة.. واتجهنا نحو شطِّ الأمان.. وهناك غرَّتنا عباراتُ الترحيبِ الزرقاءُ المصلوبةُ على اللافتات.. أضاعَنا الطريقُ.. وانفرطَ عُقْدُ الأخطاء.. وخَبَا الفجرُ مشدوهاً كئيباً.. وعربَدَ الشقاءُ فتيِّاً لاهثاً.. ليغمِسَ أرواحنا الحُبلى بالأماني في نقيعِِ البؤس.. هذا هو أولُ درسٍ مجانيٍّ تقدِّمُهُ لكَ الأيامُ اللدنة.
شروق
في الهزيعِ الأوسط من الليل أكتبُ إليك.. هو ذا الليلُ يحزمُ حقائبه وذي مركبةُ الفجرِ تدنو في المخاضِ.. آمالي سترى بعينيك.. كيف تتفتح أكمامُها مع افترار ثغر الصبح بابتسامة الشروق!!.
رسائل
إلى الذين ابتعدوا كثيراً فتضاءلت أشواقُهم إلى نقطة التلاشي.. سأبعثُ إليكم برزمة ظروفٍ، وعدد من الطوابع وعنواني الذي لا يتغيّر!!
إلى ولدي
إلى ولدي.. مع كلّ الحبّ وزيادة: مفعمٌ بحبّك هذا القلبُ.. مترعٌ بالخوف عليك لا أسألك أجراً سوى أن تستشعرَ عمق حبي وخوفي.. وكفى!!.
وجع الحواس
محاولاً ثم محاولاً لم يستطع تحديد روحي، فيها ندب وتنديد، فيها شجب وفيها اعتراض، وفيها تسوّل للحقيقة، أقفل الحديث بلا محاولة جديدة، قال: أنت كيف تعيش فحواسك لا تعمل!.. نهضتُ متثاقلاً لا ألوي على شيء فأمره لا يهمني ورأيه لا يعيبني، ثم في الليل وحدي صرخت متوجعاً: لا للاحتلال والغطرسة اللئيمة.
