عبرة الكلمات 490
ألم
امتصت الأرضُ الكلامَ.. وبقينا حيث لا شيء يغرقُ.. وها أنتَ.. الآن.. في قعر هذه الليلة الرتيبة.. التي حفلت باستدعاءات متعاقبة لترادفٍ مُلِحٍّ بين عمرين.. وزمنين ومكانين.. تهيلُ تُربَ ذاكرتكَ الموؤدةِ بحثاً عن مظانٍّ جديدةٍ للألم الذي يتلوى داخلكْ.. من ألهب فيكَ الألم.. من؟!.
ظمأ
تحاولُ.. وكلُّ المحاولاتِ.. تنتهي بالعودةِ من جديدٍ إلى ذات الأسئلة.. التي ترمقك في أعينِ المرآةِ كلما دنوت منها.. أين هي تلك الأيام المضيئةُ الموعودةُ على لسانكَ ألف مرةٍ.. أين هي النجوم.. أين ذلك الدفء الذي تألفه جراحكَ القديمةُ.. ثم آه.. أين هي جراحكَ القديمةُ.. هي الأخرى هَجَرَتْ مع كل من هَجَرَكَ!!.
هناك
في مكانٍ ما.. كُنتَ هناكَ.. بعيداً عن كلِّ هذا الضجيجِ.. الذي يتغذَّى على ألوانٍ من البِشْرِ.. هناك.. حيثُ القمرُ الذي يملأُ السماءَ.. حيثُ.. السحابُ الذي يُجلْجِلُ في كل مكان.. حيث.. اللهفةُ المجنونةُ للمطر.. حيثُ التسبيحُ بحمد الله.. وذلكَ الوجلُ اللذيذُ.. الذي يذيبُ أرواحنا.. ويغسل.. قلوبنا.
هموم
آهٍ منها هذي الهمومْ.. آهٍ من أهاتكَ والهمومْ.. تَقْذِفُ بكَ بَعدَ سنين وتعلنُ: “غيرُ صالحٍ للحياة “.. وتدومْ.. يحوطكَ السوادُ.. لتعرفَ بعدِ فواتِ الهطولِ.. أنكَ حين تقعُ سوف لن تقومْ.. أنَّ الحياةَ.. كائنٌ حيٌّ.. يقتاتُ الموتَ ويفرِزُ الأطيافَ.. أفعى بكلِّ مفترقٍ من اليأسِ.. تبثُّ السمومْ.