إقليميات

اليمن يرفع وتيرة التصعيد.. إسقاط مقاتلة 18f- وضربات مسددة للحاملة ترومان

بقلم نوال النونو

 وخلال الأيام الماضية، تداولت وسائل الإعلام الدولية رواية ساقها البنتاغون والبحرية الأمريكية بشأن اسقاط مقاتلة أمريكية من طراز f-18 من على متن الحاملة [يو اس أس هاري ترومان] دون أن تعطي صورة كاملة عن حقيقة المشهد، غير أن وسائل الإعلام الأمريكية ومنها CNN ادعت أن المقاتلة سقطت في البحر، بعد إنعطافة شديدة للحاملة أثناء التصدي لنيران “الحوثيين”.

 وأياً تكن الرواية، فإن الكثير من المتابعين سواء في الداخل الأمريكي أو خارجه، باتوا على قناعة مطلقة بأن المقاتلة سقطت خلال المواجهة مع اليمنيين، في اشتباكات استمرت لعدة ساعات كما قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن يحيى سريع، ما يعني أن هيبة سلاح الجو الأمريكي سقطت في اليمن، وأن القوات اليمنية قد انتقلت إلى خطوة جديدة، تتمثل في إسقاط هذا النوع من الطائرات، بعد أن أصبح اسقاط فخر الطائرات المسيرة الأمريكية من نوع 9MQ (كمن يشرب كأس الماء عند اليمنيين)، وهذا في حد ذاته شكل ضربة موجعة للقوات الأمريكية واحراجاً لا مثيل له.

بالنسبة للرواية اليمنية، فإن القوات اليمنية أوضحت في بيان لها مساء الأربعاء أن المقاتلة سقطت خلال اشتباكات مع القوات الأمريكية في البحر الأحمر، لكنها هي الأخرى لم تقدم المزيد من التفاصيل حول سقوط المقاتلة، واكتفت بالتأكيد على أن الحاملة [هاري ترومان] انسحبت من موقعها الذي كانت فيه، واتجهت إلى أقصى شمالي البحر الأحمر، وأنها باتت خارج الخدمة.

ويبدو أن القوات اليمنية باتت على قناعة تامة، بأن الحاملة هاري ترومان ستغادر المشهد تماماً، ولا سيما بعد وصول الحاملة [كارل فينسون] وتمركزها في البحر العربي، ولهذا بدأت القوات اليمنية بالتعامل مع الحاملة الجديدة، وتوجيه الضربات لها عن طريق الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، على أمل أن تلقى مصير حاملات أخرى أخفقت في مواجهة اليمنيين، ولاذت بالفرار مثل: [الحاملة آيزنهاور، الحاملة لينكون ابراهام، وروزفلت].

في المحصلة، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لديها قناعة مطلقة بأن قدرات الدفاع الجوي لليمن في تحسن كبير، ولهذا فقد لجأت منذ أسابيع إلى استخدام طائرات الشبح 2B، ومن خلال هذه الطائرات تم ارتكاب عدد من المجازر بحق المدنيين اليمنيين الأبرياء، أبرزها جريمة قصف مركز لإيواء الأفارقة في محافظة صعدة شمالي اليمن، ووصول الشهداء إلى ما يقارب 70 وإصابة العشرات، على الرغم من أن المكان مجرد مركز يتم فيه إيواء المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يعبرون محافظة صعدة باتجاه السعودية طلباً للرزق، وهو ما يدل على مدى التخبط والفشل الأمريكي، والعجز في الحد من القدرات العسكرية اليمنية، والتي لا يمكن للعدو الأمريكي اكتشافها على الإطلاق كونها موزعة على مساحة جغرافية كبيرة، وليست في مكان واحد.

تأديب متواصل لكيان العدو

ولعل ما يميز العمليات اليمنية، أنها لا تقتصر على توجيه الضربات للأمريكيين في البحرين الأحمر والعربي فقط، وإنما توزع هجماتها على الأمريكي والإسرائيلي في وقت واحد، إضافة إلى احكام الحصار على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

وخلال الأيام الماضية نفذت القوات المسلحة اليمنية سلسلة من العمليات النوعية في عمق العدو، منها قصف هدف حيوي في منطقة حيفا، واستهداف قاعدة “نيفاتيم” على مدى يومين متتابعين بصواريخ باليستية فرط صوتية.

ومن التطورات الهامة، والتي تدل على رفع وتيرة التصعيد لدى القوات المسلحة اليمنية، هو إطلاق 3 طائرات مسيرة من نوع [يافا] فخر المسيرات اليمنية، وزعت على [تل أبيب] و[عسقلان] مساء الأربعاء الماضي، وهذه تحدث لأول مرة منذ بدء العمليات اليمنية المساندة لغزة قبل أكثر من عام، حيث لم يسبق لليمن أن أطلق 3 مسيرات من هذا النوع في وقت واحد.

 وتعد مسيرة [يافا] من الطائرات التي تعجز الدفاعات الجوية الإسرائيلية عن اكتشافها، وسبق أن أحدثت خسائر في صفوف العدو الإسرائيلي، وشكلت له هاجساً وقلقاً كبيرين، وأجبرت المجرم نتنياهو للخروج بحديث عبر فيه عن امتعاضه من التسمية، زاعماً أن [يافا] مدينة إسرائيلية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وأنها ليست محتلة كما يدعي اليمنيين، وهذا الكلام لنتنياهو.

في المجمل، فإن القوات المسلحة اليمنية تسجل نقاط قوة خلال المواجهة مع الأمريكيين والإسرائيليين، في حين تسجل أمريكا وربيبتها إسرائيل نقاط اخفاق متواصلة، وهذا يعطي اليمن مكانة أفضل وأقوى من ذي قبل، ويوصل رسائل كثيرة لأعداء اليمن الكثيرين وفي مقدمتهم النظام السعودي والإماراتي اللذين لم يرغبا في تقديم تسوية لعدوانهما السابق على اليمن منذ عام 2015م، وكان من نتائجه احتلال أراض يمنية في جنوب وشرقي اليمن، وتشكيل مجاميع مسلحة، والسيطرة على منابع النفط والغاز.

وفي ظل هذه الأحداث، فإن ثمة سيناريوهات تلوح في الأفق بالنسبة لمواجهة اليمنيين مع الأمريكيين والإسرائيليين، من أبرزها أن تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن مغامرتها في البحر الأحمر، وفي قصف اليمن، وتجبر العدو الإسرائيلي على إدخال المساعدات ووقف العدوان على قطاع غزة.

أما السيناريو الثاني، فهو أن تتجه واشنطن إلى الاستمرار في قصف اليمن عن طريق طائرات الشبح، والايغال في قتل المدنيين اليمنيين، وهذا يضعها أمام تحد كبير، لا سيما إذا ما تمكن اليمنيون من اسقاط هذا النوع من الطائرات.

أما السيناريو الثالث، فهو الغزو البري لليمن، وتحريك مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي للقيام بهذه المهمة، لكن هذا الخيار معقد، وغير مجد، لا سيما وأن السعودية غير متحمسة لذلك، خوفاً بأن يطالها غضب القيادة اليمنية التي تؤكد في أكثر من مناسبة بأنها ستتعامل مع الوكيل في حال تحرك المرتزقة للمعركة البرية في اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *