حبر على ورق

حبر على ورق 497

بقلم غسان عبد الله

صوم

لِديكِ المزابلِ صيحةُ ديكٍ، وبيَضُ دجاجهْ..‏ ولي، عند زَجْرِي، وداعة عطرٍ أسير زجاجهْ..‏ لهمْ ما يرونَ، وما يشتهونْ.‏ ولي غير ذاكَ..‏ ولي أَنْ أعايشَ زنزانتي في سكونْ..‏ يقولونَ: باض الحمامُ.‏ فقوموا نؤدِّ السلام لطيرِ السلام…‏ حلمنا بروضةِ عشق فسيحةْ.‏. وصُمنا، طويلاً، لوجهِ الحلول الصريحةْ..‏ فهلْ ينتهي صومنا بفتاتِ الذبيحةِ؟!…‏.

أينَ أمضي؟!

ها هي الأيَّامُ تجري بينَ جهشاتِ الحنينِ المرِّ حيناً،‏ وانكسارِ الحلم حينا..‏ وها أنذا مَا زلتُ أَهْوَى‏ رغمَ أَنِّي للهوى صِرْتُ الطحينَ…‏ أينَ أمضي؟..‏ وانكساراتي أحالتْ توقَ روحي‏ عبثاً، يلهو سقيماً، وجنونا،‏ ها هي الأيامُ تجري‏.. تُغلقُ البحرَ وتقتادُ السفينَ.

النهر ‏

لهذا الذي شابَ قبل الأوانْ.‏. تئنُّ جروحي،‏ وتعوي بكلِّ المحافلِ روحي،‏ لنهر أقيل من الفيضان..‍‍!!!‏ أصيح وقد مسني ضر نار الجفافْ..‏ إلهي: أيسجنُ نهرُ؟!..‏ أيغزوه مثلي انتهاك وقهرُ؟!…‏ أيعرف أن ينثني، أو يخافْ.؟!..‏ دعوا النهر لا تحبسوا ماءهُ،‏ فإن السجون ستُغرق سجانها،‏ وإن الملوكَ ستفقد تيجانها‏ إذا فقدَ النهر سيماءَهُ…‏ دعوه، كما يشتهي، لا يحب الرسنْ..‏ يحب التوثب والانطلاق‏ ويمقت أي وثاق.‏. وإن أوثق النهر يوماً أَسِنْ؟!.‏

حيرة

وَجِلَ الخُطى طلعَ القمرْ.. مترامشَ العينينِ أربكهُ السفرْ… كلُّ الشموسِ تُجَامِل القمرَ الحبيبَ‏ وما مِنَ الجيرانِ مَنْ يبدي ثباتاً‏ لاستنادِ الظهرِ في وقتِ الخطرْ..!!.. متلفتاً زحفَ القمرْ.‏. كمْ صفقوا لطلوعهِ‏ لكنهم ـ قبل اكتمال صعودِهِ ـ‏ رفعوا الدعاءَ توسَّلاً لرجوعِهِ.. آهٍ من الجبِّ العريقِ وسطوةِ الحرّاسِ..!!‏ ما عدتُ أعرفُ، بينهَم،‏ رجلي تئنُّ من الأذى،‏ أم راسي..؟!.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *