آخر الكلام

سأحتاج ظلَّك.. “إنكَ تعصفُ بالروحِ نسيماً” إلى سماحة السيد القائد الإمام الخامنائي

بقلم غسان عبد الله

هذا أنا عندما يشعرُ البحرُ قربيَ‏.. بأنَّ عصافيرَهُ تشتهي زورقي‏

ولأنّكَ تدعوني أكثرَ ليلِيَ في أوّلِ الحبِّ في آخر القلبِ..‏

في لحظاتِ الحضورِ..‏ أخاتلُ من سبقوا مركبي‏ لاكتشاف كواكبِ روحِكَ..

أحفُرُ اسميَ على راحتَيكَ‏ وأعلن أنّيَ هِمْتُ كما هامَ قلبي‏ كما دخلَ العاشقونَ إلى صُوَرِي.‏

أتَذْكُرُ الّذي نَقَلَ الحبَّ‏ بينَ نوافذِ المساءِ وفواصلِ العمرِ؟‏

هذا أنا.. أبداً‏.. والبدايةُ بعض العتابِ‏

فحين ينامُ الملاكُ في أضلعي‏ ممسكاً خفْقَهُ عن منامي

يطيرُ إلى لهفتي‏ بلبلٌ خارجٌ من صلاتِكَ‏..

يُخرجُ ناياتِه كي أفيقَ‏ وأعْرِفَ أنّ المآذنَ استمالتْ دعاءَ الصبحِ على شفاهكَ..‏

كي لا أراكَ،‏ وكي لا يصافِحَني صوتُ الدعاء..

ما الّذي أرتجيهِ؟‏ وأنتَ القصائدُ العصية.. تغني الضراعةَ مفردةً‏ كي تجمِّعَها نزهةً في يديَّ‏

وأنتَ الأنا‏ والثّريّا‏ وكوخُ البنفسج.. آوي إلى نبعةٍ قربه‏

فأرى الشّمسَ ترشُحُ من سقْفِهِ‏ وأرى الكروان يعيدُ روائعَهُ.. إذا رآني أدثّر أحلامنا.‏

فسامحني‏ بأن يتجاوزَ عشقُكَ ديوانَ شعري‏

وظلَّ كعادةِ ثغركَ‏ حين يصعِّدُ لحنَ دعاءٍ حميمْ:‏

إلهي.. لإن أدخلْتني النار.. لأخبِرنَّ أهل النارِ بأني أحبك..

وسامحني إن قلتُ للعصافير على ذرى البلادِ..

إنكَ تعصفُ بالروحِ نسيماً.. وتسكنُ النبضَ حميماً..

قصري حروفُ قصائدكَ.. ووجيبُ فؤادي فرادتُكَ..‏

فطوّقْ غرقي‏ إن سقطتُ شغوفاً بما لذَّ منكَ.. وما طاب منّا‏

وأقولُ: آخرَ كلاميَ هذا.. أقولُ.. ما قد لا يُقالُ:

سأحتاج ظلّكَ إنْ سافرَ الجسمُ عن مركبي‏ كي يظلَّ بريقُكَ مشتعلاً في مراياي.‏

أقولُ:‏ فخذني‏ لأنشقَّ عنكَ إلى نحلتينِ.. تبنيانِ صرحَ مباهجنا‏

ودعني أحرّرُ من سجنِ طهرِكَ‏ كلَّ ارتعاشٍ يؤدّي لسواكَ..‏

منكَ ابتدأتُ‏ ومن وجنةٍ أكّدتها شفاهي.‏

سمعتُ دعاءَ الصّباح.. يردِّدُ.. ‏

واجعل صباحيَ هذا نازلاً عليَّ بضياء الهدى.. ومسائي جُنَّةً من كيد العدا..

قلتُ.. سأعبرُ الصباحَ إلى الصباحْ.. إلى مهابطِ الهدى..

وأمشي إلى جزرٍ‏ عانَقَها الماءُ الهارجُ “من الصمِّ الصياخيدِ عذباً وأُجاجا“..

وأغرزُ في كلِّ واحدةٍ قمراً‏ ليكونَ لكَ علماً‏ يرفعونَ ضرورتَهُ في المساء‏

وحين الصّباح ينكَّسُ مثل لهاثي..

أبعْدَ الذي قلتُ‏.. مولى الروحِ.. أخشى البدايةَ.. والزَّمَنَ الكهلَ؟‏

ليس افتراضاً خروجيَ عن السّربِ‏ لكنّما البدءُ صعبٌ‏ كحالِ النهايةِ‏.. 

آخرُ الكلامِ كأوّلهِ.. والسّهلُ ما بَين… بينْ.‏

ودوماً أسائلُ ذاكرةَ البحرِ فيكَ وفيَّ: زمني‏.. كيفَ… أينْ؟.‏

لتبقى الأغاني معلّقة‏ والمدى واحداً‏ والقصائدُ عينْ.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *