محليات

طهران تنتصر وترسخ مرجعيتها في الإقليم فشل صهيوني ذريع، وصمت حزب الله يربك الداخل والخارج معاً

بقلم محمد الضيقة

هذه المواجهة التي فرضت على العدو الصهيوني الاستنجاد بواشنطن لإنزاله عن الشجرة، خصوصاً بعد فشل أهدافه التي رفعها لحظة عدوانه، إلا أن ما كان يقلق البعض في لبنان هو موقف حزب الله، فهل يبادر بفتح النار على العدو؟ أم أنه سيلتزم بوقف إطلاق النار؟!.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن ما أعلنه الأمين العام الشيخ نعيم قاسم من أن الحزب ليس على الحياد ومن أنه إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها وسيتصرف الحزب وفق ما يراه مناسباً.

هذا الموقف ينسجم تماماً مع ما كانت تريده إيران التي رفضت كل العروض التي قدمت لها من أجل مساعدتها سواء من موسكو أو باكستان، وهي أرادت أن تواجه العدو الصهيوني وحلفاءه في واشنطن والغرب وحيدة لتلقينهم درساً لن ينسوه، وهذا ما حصل.

وأضافت الأوساط أن السلطة اللبنانية عاشت خلال الحرب أوقاتاً صعبة خوفاً من تداعيات هذا العدوان الصهيوني على إيران من أن يهرب هذا الكيان للخروج من مأزقه بتوجيه ضربة إلى لبنان.

لذا تقول هذه الأوساط إن خوف السلطة اللبنانية دفعها إلى تكثيف الاتصالات الداخلية مع حزب الله، خصوصاً بعد ما تمّ تسريبه في القنوات الفضائية المأجورة من أن الحزب يتحضر لفتح الجبهة مع إسرائيل.

وأشارت الأوساط إلى أن حزب الله لم يعلق عما صدر من مواقف وتسريبات سواء كانت في الداخل أو الخارج وواصل سياسة الصمت والغموض طوال فترة الحرب، فلم يمنح خصومه أي جواب عن احتمالات انخراطه في الحرب من عدمها ما أربك خصومه وأربك أركان السلطة بسبب معطى داخلي وهو الاعتداءات الصهيونية اليومية على لبنان، في وقت قلّصت الحكومة مطالبتها لضامني وقف إطلاق النار دعواتها وضغوطها لردع الكيان الصهيوني وإجباره على الانسحاب من الأراضي التي احتلها.

واعتبرت الأوساط أن الذعر اللبناني من تداعيات هذه الحرب مرتبط بالأهداف التي حددها الكيان الصهيوني والتي قد تدفع المنطقة نحو حريق قد يجتاح كافة دولها، خصوصاً بعد أن أصدرت الخارجية الأمريكية تحذيراً لرعاياها إلى عدم السفر إلى لبنان، ما أثار القلق لدى السلطة، وأيضاً خطوة إقدام السفارة الأمريكية في بيروت على ترحيل عائلات الدبلوماسيين، على الرغم من أن هذا القرار حسب هذه الأوساط هو إجراء روتيني يحصل عندما تندلع الحروب، ولا يؤشر إلى ارتفاع جدي في المخاطر.

وحذرت الأوساط خصوم المقاومة من أن يفسروا صمت حزب الله ناتجاً عن ضعف أو أنه يتهيأ للانفصال عن إيران، فكل ما في الأمر – تقول الأوساط – أن هذا الصمت من حزب الله يشكل سياسة بحد ذاته لمن يفقه في علم السياسة، وهو يؤشر أيضاً إلى أن الحزب سيواصل هذه السياسة في القادم من الأيام إلى أبعد الحدود بانتظار ما ستسفر عنه المواجهات في الإقليم، خصوصاً بعد العدوان الصهيوني على إيران بالاشتراك مع واشنطن وحلف الناتو، وهي جولة أولى وقد يستتبعها جولات أخرى، خصوصاً بعد الفشل الذريع لهذا العدوان وفي إجهاض كل الأهداف الصهيونية والأمريكية والأوروبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *