محليات

لبنان في قلب العاصفة إما تسوية تعيد قواعد الاشتباك وإما حرب تعيد صياغة الإقليم

بقلم محمد الضيقة

وعلى وقع هذه الاعتداءات واصل خصوم المقاومة في الداخل والخارج هجومهم على سلاحها، ولم يتركوا فرصة سانحة إلا وأعادوا نبش هذا الملف، خصوصاً في الأيام الأخيرة، حيث أشاعوا عشية زيارة المبعوث الأمريكي توم براك أن واشنطن ستمهل الدولة اللبنانية عدة أشهر لإنهاء هذا الملف.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن واشنطن لم تحدّد حتى الآن أي مهلة نهائية للمسؤولين اللبنانيين الذين استبقوا زيارة الموفد الأمريكي، وشكّلوا لجنة تضم ممثلين عن السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والرئاسية من أجل صياغة موقف موحد، سيتم تقديمه للمسؤول الأمريكي خلال زيارته إلى بيروت خلال الأيام المقبلة.

وأضافت الأوساط أن كل ما ينشره الإعلام الرخيص هو مجرد تمنيات، ويهدف إلى إرباك البيئة الحاضنة للمقاومة، لأنه وحسب هذه الأوساط من الصعب بل من المستحيل أن توافق قيادة حزب الله على تسليم السلاح قبل تحرير الأسرى والانسحاب من النقاط الخمس والاتفاق على النقاط الثلاث عشر، والانسحاب من مزارع شبعا.

وأكدت أنه من المستحيل أيضاً أن تتجاوز المقاومة قضية المزارع وسط الحديث عن مساعٍ تهدف إلى إنهاء النزاع الحدودي مع الكيان، لأن أي تنازل عن هذه القضية هو بمثابة الخيانة العظمى عندما تتنازل السلطة عن جزء من سيادتها على كافة أراضيها.

واعتبرت الأوساط أن هناك محاولة جدية لدى البعض من القوى السياسية في لبنان بالتسليم من أن المزارع أرض سورية، أي أن يتم التنازل عنها لدمشق فيما تبقى تحت الاحتلال أسوة بالجولان الذي جرى ضمه للكيان الصهيوني، خصوصاً في ظل الحديث عن أن الجولاني (أحمد الشرع) سيوقع على اتفاق سلام مع العدو، وهذا الأمر على ما يبدو بات محسوماً وقد يحصل خلال عدة أشهر، لافتة إلى أن هناك ضغوطاً أمريكية تُمارس على لبنان كي يسير مع سوريا أو بعدها بفترة قصيرة باتفاق مماثل، وهذا ما يلمح له كل يوم مسؤولون أمريكيون.

وأكدت الأوساط أنه إذا لم تنجح واشنطن في إلزام كيان العدو بتنفيذ الشروط اللبنانية والانسحاب إلى ما وراء الخط الأزرق، فلن تكون هناك مرحلة ثانية كما تشيع الإدارة الأمريكية هو مسألة السلاح شمالي الليطاني.

وسط هذه المواجهة في الداخل وفي الإقليم تقول الأوساط إن حزب الله يواجه وحيداً ويشكل منفرداً عنواناً رئيسياً لمعادلة الردع مع العدو، وكما يبدو – تضيف هذه الأوساط – أن هناك نوايا أمريكية – إسرائيلية مبيَّتة لشن عملية خاطفة ضد المقاومة يواكبها تفعيل خلايا داعش في الساحة الداخلية بعد دخول العشرات منهم إلى لبنان حسب بعض التقارير الإعلامية. لكن الأوساط أكدت أن المعادلة التي كانت قائمة قبل طوفان الأقصى قد تغيرت، فحزب الله الذي كان دوماً جزءاً من محور المقاومة بات اليوم عقب الحرب الإيرانية – الإسرائيلية في وسط منظومة إقليمية أكثر تنسيقاً وقدرة على الرد المشترك مع بقية أطراف المحور، وأي محاولة لعزله أو استنزافه ستواجه بدعم وردع إقليمي لا يستهان به، وهذا يقود إما إلى تهدئة مشروطة تعيد تثبيت قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل الطوفان لمنع الانفجار الكامل أو مواجهة شاملة تخرج عن السيطرة وتعيد في النهاية تشكيل الخريطة الإقليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *