بعد أحداث السويداء من يطالب بتسليم سلاح المقاومة يرمي إلى تسليم لبنان لأعدائه
بقلم محمد الضيقة
في قمة العدوان الصهيوني المتواصل على لبنان والذي يستهدف المدنيين وبنى تحتية تخرج بين الحين والآخر ثمة أصوات نشاز تطالب بتجريد المقاومة من سلاحها، هذه القوى التي لم تيأس من مطالباتها وتحريضها للعدو وللغرب ولبعض الإقليم، في الوقت الذي صُمّت آذانها وخرست عما جرى من مجازر في منطقة السويداء ضد الأقلية الدرزية في إجراء تكرر فيه ما حصل للطائفة العلوية وما زال في الساحل السوري.
أوساط سياسية متابعة لهذا الضجيج الذي تحدثه القوى المرتبطة بالغرب والتي تنفذ أجندته من دون أي اعتراض حتى لو كانت على حساب كرامتهم وسيادة لبنان.
فالقوات اللبنانية وحلفاؤها في الكتائب وبعض نواب التغيير صمت آذانها ولم تكلف نفسها من إعلان موقف رداً على ما أدلى به المبعوث الأمريكي توماس براك حول تلزيم لبنان لسوريا، أي أن واشنطن لن تعترض في حال توصلت إلى قناعة تامة من أن السلطة السورية قادرة على إخضاع لبنان والسيطرة على قراره، فهي لن تعترض على ذلك.
وأشارت الأوساط في هذا السياق إلى ما يحصل في السويداء من مجازر على يد جماعة أحمد الشرع وجبهة النصرة والفصائل المدعومة من تركيا، هذه الارتكابات وهذه المجازر قد يتعرض لها لبنان فيما لو تم تجريد المقاومة من سلاحها باعتبار أنها الورقة القوية والوحيدة القادرة على ردع هؤلاء الهمج، وذلك بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي لا يستطيع منفرداً في حماية السيادة.
وأوضحت الأوساط أن القوات اللبنانية وحلفاءها التي ترى في المقاومة حسب وجهة نظرها تهديدات للهيمنة الأمريكية والغربية وتهديداً في الوقت ذاته لمشروعها الذي ما زالت تحلم به وتعمل ليلاً نهاراً لتنفيذه وهو تقسيم لبنان إلى كانتونات طائفية ومذهبية، وكما يبدو – تقول الأوساط – إن هذا الحلم القواتي قد تم التعبير عنه على لسان مسؤوليها في أكثر من مناسبة، وكما يبدو فإن ما يحصل الآن في المنطقة من طبخ للمشاريع الأمريكية – الصهيونية، قد أيقظ الحلم القواتي خصوصاً أن المشاريع الصهيو/أمريكية تهدف إلى تقسيم دول الإقليم إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية، من هنا – تقول هذه الأوساط – إن حرص القوات على السيادة هو مجرد بروباغندا والهدف الحقيقي الذي ترمي إليه هو دفع لبنان للالتحاق بالمشاريع الغربية المرسومة للمنطقة، وهي باتت واضحة وجلية وتهدف إلى حصار محور المقاومة، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن الخطاب السيادي القواتي ودعوته لتجريد المقاومة من سلاحها هو امتدادٌ للعدوان العسكري الصهيوني على لبنان.
وتضيف الأوساط أنه لا يمكن فصل مواقف القوات اللبنانية وحلفائها عن المناخ الذي يسيطر على الإقليم حيث تحولت معظم الدول العربية إلى أدوات تنفذ المشاريع الصهيو/أمريكية مقابل حماية سلطاتها وعروشها، وتذكر الأوساط بمواقف المبعوث الأمريكي توماس براك الذي يعمل من أجل تصفية المقاومة من الداخل مقابل موقع للبنان في النظام الإقليمي الجديد الخاضع للهيمنة، وبالتالي فإن الصراع اليوم الذي يدور في كل الإقليم هو بين مشروعين، مشروع مقاومة يسعى لحماية لبنان ويطمح لبناء دولة عادلة، ومشروع صهيو/أمريكي يهدف إلى إخضاع لبنان ودفعه للالتزام بالأجندة الأمريكية.
