عبرة الكلمات

عبرة الكلمات 502

بقلم غسان عبد الله

أشجار

لا تسافر إلى الصحراء بحثاً عن الأشجارِ الجميلة فلن تجدَ في الصحراء غير الوحشة.. وانظر إلى مئات الأشجار التي تحويك بظلِّها.. وتُسْعِدُك بثمارها.. وتُشجيك بأغانيها.

حنين

لم تعد لي غايةٌ‏ إلا حنيني‏.. دافعاً في ظلماتِ الكونِ‏ مجدافي.. وطيني‏.. يتوارى في هديرِ الموجِ سرِّي‏ ساهراً يرعى سفيني‏… ويداري نبضَ صوتي‏ في أناشيدِ السحابْ.

بكاء

حين بكى البحرُ‏ رفعْنا قمصاننا أشرعةً‏.. ونصبْنا أجسادنا صواريَ‏.. وأسْكَرْنا الريحَ حدّ الثمالةِ‏ بزبدِ أخطائنا‏.. ولأنّ الأسماك حينَ هاجمتنْا‏ أحسَسْنا بآدميتها‏.. وأن البحرَ‏ حين بكى‏ لمْ يبكِ على موتانا‏ الذين دفنّاهم فيه‏ لكنّهُ بكى علينا‏ ونحنُ نأكلُ بعضَنا‏ عن طريقِ الأسماك.

بوح ٌ إلى السكون

على جَنحِ الفَراشِ يتكسَّرُ الحلُمُ ‏وتتلونُ ضحكاتُ الأمل.. تتجمع أقلامُ اليأسِ ‏وتتحطمُ كالمرايا ‏التي عكَست يوماً أضواءَ النجوم… أمسي غادرَ إلى اللارجوع.. وقررتُ أن أكتبَ على خدِّ الوردِ ‏ في كلِّ الحدائقِ قصةَ بوحي لهذا السكون؟!!.

عطرُ المساء

‏يناديني خريرُ الماءِ.. صوته يئن من وجع السقوط.. فأتلمَّسُ جراحَهُ بعيوني ‏الذاهبةِ إلى حافةِ النعاسِ‏ عَبْرَ لحافاتِ الشجرِ.. ألملم حزنيَ المقتولَ ‏بسكينِ العتمةِ.. ألملمُ كُليَّ المتناثرَ ‏في أرجاءِ الحلمْ.. وأدخلُ صقيعَ التحولاتِ ‏لأصعدَ درجاتِ القَدَرْ.. أنا أنتظر زَفَراتِهِ ‏وهو عائدٌ من جسدِ البكاءِ.. على أجنحةِ الفراشِ ‏أخط بقلمي المكسورِ ‏عباراتِ الترحيب!!.. يردُّ عطرُ المساءِ ‏وتتفتَّحُ ورودُ العتمةِ ‏في لحظةِ الحضور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *