رسائل أمريكية مفخخة.. والعدو عاجز عن شن عدوان شامل على لبنان
بقلم محمد الضيقة
لا جديد استثنائي في الزيارة الثالثة للموفد الأمريكي توماس براك لبيروت، فاللقاءات التي عقدها مع المسؤولين ومع بعض القوى السياسية لم يتخللها أي مواقف جديدة للإدارة الأمريكية..
إلا أن اللافت في تداعيات هذه الزيارة كان على القوات اللبنانية وحلفائها بعد إصرار المناوئين للمقاومة حيث استبقوا زيارة براك بالتسويق لمعادلة تسليم السلاح، أو أن هناك في القريب العاجل عدواناً صهيونياً، هذه البروباغندا التي سوَّقت لها أبواق خصوم المقاومة، تم نفيها جملة وتفصيلاً من المسؤولين اللبنانيين، خصوصاً أن الموفد الأمريكي صرّح علانية في لقاء تلفزيوني أنه لا عدوان صهيوني، وأنه لا مصلحة للعدو بخوض حرب جديدة ضد لبنان.
أوساط سياسية متابعة أكدت أن الستاتيكو القائم الآن بين لبنان والكيان الصهيوني قد يستمر لفترة طويلة، وقد يتخلله بين الحين والآخر تصعيداً عسكرياً صهيونياً، إلا أنه من الصعب أمام العدو الانخراط في حرب جديدة ضد المقاومة لاعتبارات كثيرة أبرزها:
1- تقول الأوساط إن العدو الصهيوني ليس قادراً على خوض مواجهة جديدة مع المقاومة في لبنان، لأن قواته العسكرية منهكة، وهذا ما يتم التعبير عنه في مواقف القادة العسكريين الصهاينة، وحالات الانتحار في صفوف هذا الجيش الذي يجد قادته صعوبة في استدعاء الاحتياط الذين يتهربون من الخدمة.
2- إن العدو الصهيوني وخصوصاً نتنياهو سيواجه وضعاً صعباً في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حيث من المتوقع أن تستمر محاكمته، إضافة إلى وضع ملف طوفان الأقصى على الطاولة من قِبل أحزاب المعارضة، خصوصاً بعد أن فقدت حكومته الأغلبية في الكنيست بعد استقالة وزيرين من الأحزاب الدينية.
3- تضيف الأوساط أن العدوانية الصهيونية سواء تلك التي في قطاع غزة أو في لبنان أفقدت هذا الكيان معركة الرأي العام الدولي، حيث شهدت معظم العواصم الأوروبية تظاهرات حاشدة ضد هذا الكيان، حيث تم وصف نتنياهو بأبشع الصور، هذا الأمر يخافه قادة الكيان، حيث كانوا دائماً قادرين على تسويق سردية المظلومية، وأنه يتم الاعتداء عليهم.
4- واعتبرت الأوساط أن العدوانية الصهيونية ضد سوريا قد تساعد نتنياهو على تمديد عمر حكومته، خصوصاً أن كل التوغلات للجيش الإسرائيلي لا تلقى أي مواجهة وبالتالي فإن هذا الغزو الصهيوني لن يكلف الجيش أي خسائر بشرية في حين أن العدوان على لبنان سيكلف الكيان الصهيوني خسائر كبيرة على صعيد البشر والحجر، خصوصاً أن المقاومة جاهزة وحاضرة بعد أن رممت هياكلها التنظيمية والعسكرية.
5- وتشير الأوساط أيضاً إلى أن العدوان الصهيوني ما زال مستمراً، والتهديد المستمر بشن حرب كبيرة ضد لبنان إذا لم يتم تجريد المقاومة من سلاحها، إلا أن السؤال – تقول الأوساط – هل هناك مصلحة للعدو أن يدخل حرباً شاملة ضد لبنان وسط ما يجري في غزة وسوريا، إضافة إلى الوضع الصهيوني الداخلي والانقسامات التي تضرب بيئته؟.
أما السؤال الثاني هل أن نشر الفوضى في لبنان من مصلحة واشنطن خصوصاً أن كل التقارير تؤكد أن أي عدوان على لبنان لن يكون سهلاً، وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية ستواصل ضغوطها وتهديداتها من دون أن يتم ترجمتها إلى واقع، وهذه هي المهمة الوحيدة المكلف فيها توماس براك.
