إقليميات

تحريك العملاء والخونة.. خطط “إسرائيل” البديلة في اليمن!

بقلم نوال النونو

 وخلال الأيام الماضية، بدأ الجمهور الموالي لطارق محمد عبد الله صالح بشن حملات إعلامية ممنهجة تستهدف حكومة صنعاء، وتطالبها بصرف الرواتب، وتحريض الناس للخروج ضد أنصار الله، مع حملة متزامنة من قبل الإعلام السعودي لتلميع أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس الأسبق، ومحاولة إعادته إلى المشهد.

 ويعد طارق محمد عبد الله صالح من أهم الأذرع العسكرية الموالية للسعودية والإمارات، ويسيطر على أجزاء من الساحل الغربي لليمن، ومنها مدينة المخا وساحلها الهام، ويقود مجاميع وتشكيلات عسكرية كبيرة، وسبق له أن سيطر على مناطق كثيرة في محافظة الحديدة غربي اليمن عام 2017م، وهو شخصية يحظى بالقبول والارتياح من قبل الأمريكيين والصهاينة، وكانت له تصريحات متعددة ترفض الإسناد اليمني لغزة، وتعتبر هذا العمل لا فائدة منه.

 وأمام هذه التحركات تدرك صنعاء وأنصار الله جيداً مخاطر تحريك العدو لهذه الأدوات، ولهذا ظهر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب له الخميس قبل الماضي ليحذّر هذه الأدوات من أية مغامرة قادمة مع اليمن، وأن الجيش اليمني سيكون حازماً وحاسماً معها، إذا ما تحركت في هذا التوقيت تحت الراية الأمريكية الصهيونية.

 ويثار هنا تساؤل هام: ما الذي تخطط له “إسرائيل” وما دور العملاء والخونة في هذه المرحلة؟:

 بالنسبة للعدو الإسرائيلي فهو لا يتوقف عن الإعلان بتوجيه عملية عسكرية واسعة ضد اليمن وأنصار الله، على خلفية المساندة العسكرية لغزة، وآخر هذه التصريحات ما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية، من بينها القناة (12) التي أكدت بأن جيش العدو أكمل تجهيزاته لعملية عسكرية ضد اليمن.

 أما أنصار الله، فهم على استعداد وجهوزية عالية باستمرار لمواجهة كل التداعيات والسيناريوهات المحتملة، وسبق أن تمكنوا من إفشال عمليات عسكرية للأمريكيين والصهاينة على حد سواء، وأعاقوا مخططاتهم في استهداف اليمن، ما جعل اليمن جبهة معقدة ومزعجة ومؤلمة للكيان المؤقت لا يدري كيف يتعامل معها.

 وفي هذه الجزئية يشير الكاتب والمحلل السياسي في شبكة المسيرة الإخبارية عباس القاعدي إلى أن العدو يسعى إلى تحريك الخونة والعملاء للقيام بعمل عسكري بري يستهدف المحافظات اليمنية، بالتوازي مع إشعال فوضى داخلية في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة أنصار الله.

ويعتقد القاعدي أن إشعال فوضى في مناطق أنصار الله لن يكون مجدياً لعدة عوامل من أبرزها أن المواطنين ينعمون بالأمن والاستقرار المعيشي على خلاف المناطق الواقعة تحت سيطرة مرتزقة الاحتلال الإماراتي السعودي في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، ولذلك فإن أي حراك لن يكون له أي مبرر، وسيكون خدمة للعدو الإسرائيلي في المقام الأول.

ويرى القاعدي أن القوات المسلحة اليمنية التابعة لأنصار الله على أتم الجهوزية لتأديب العملاء والخونة، وأنهم يرصدون تحركات الخائن طارق صالح، وعلى استعداد للتعامل معه عسكرياً إذا ما تحرك للاصطدام مع أنصار الله، موضحاً أن أنصار الله قد يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك وهو أنهم سيستهدفون مباشرة الداعمين الرئيسيين لطارق وجماعته، ويقصد هنا (السعودية والإمارات)، الأمر الذي يجعل خياراتهم ضيقة وغير مجدية.

أوراق جديدة.. دماء جديدة

 ومنذ انتصار ثورة 21 سبتمبر عام 2014م، ووصول أنصار الله إلى السلطة، تعمل المملكة العربية السعودية بكل ثقلها لتغيير هذا الوضع، وقد قادت عدواناً مع عدة في 26 مارس أذار 2015 ولا يزال مستمراً إلى يومنا وإن توقفت الغارات الجوية منذ عام 2021م بفعل هدنة أممية.

وتمكنت المملكة السعودية من تحريك كل أدواتها اليمنية طيلة السنوات الماضية، لكنها الآن تدفع بأوراق جديدة ودماء جديدة، من خلال الزج بأبناء علي عبد الله صالح إلى المحرقة، وتقديمهم إلى المشهد، وهم الذين كانوا في دكة الاحتياط منذ 2015م، ومن العجيب أن يتم تحريك مدين علي عبد الله صالح بهيئة ولبس أحمد الشرع جولاني سوريا، في رسائل تحمل الكثير من الدلالات.

المعركة اليوم مع القوات المسلحة اليمنية بقيادة أنصار الله مختلفة واستثنائية، وأعتقد أن السعودية تدرك ذلك، وهي ليست كما حدث في عام 2015م، لأن أنصار الله باتوا اليوم قوةً مُهابة في الإقليم كله، فهم الذين هزموا أمريكا في البحر الأحمر، وأجبروا حاملات الطائرات على الفرار والمغادرة، وهم الذي يلحقون بالعدو الصهيوني خسائر فادحة نتيجة الحصار البحري على ميناء ايلات، وإطلاق الصواريخ الفرط صوتية على يافا المحتلة [تل أبيب]، فكيف سيكون الحال بالسعودية إذا ما عادت إلى الحرب من جديد؟!.

لن يكون أنصار الله ساذجين من أي رواية تسوقها السعودية، والتي ستدّعي أن ما يحدث في اليمن هو شأن داخلي لا علاقة لها به، فقد وضّح المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام في مداخلة سابقة له مع قناة المسيرة بأن أي محاولات لإثارة الفوضى داخل اليمن، سيتم التعامل مع الممول مباشرة، وهنا لن تسلم السعودية من ردة الفعل اليمنية الغاضبة، وستجد الصواريخ الفرط الصوتية تنهال على أرامكو ومنابع النفط وعلى ناطحات السحاب في أبو ظبي، وسيفرض اليمن حصاراً خانقاً على مطارات الخليج وموانئها، وهو عمل عسكري لن تطيقه الرياض ولا أبو ظبي، ولذلك فإن التحرك في اليمن هو فاشل تماماً، لأن اليمنيين في أوج قوتهم وتماسكهم، وفي ذروة تفوقهم العسكري، واستقرارهم السياسي والأمني والاقتصادي.. فهل ستعتبر السعودية هذه المرة أم أنه القدر سيجبرها للدخول إلى دائرة الخطر، وهنا يكون اليمن قد انتصر لنفسه وللعرب من التدخلات الوقحة والفجة للسعوديين في شؤونهم الداخلية؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *